٢ ـ (وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ). غدا يقول المذنب ندامة وأسفا : لم أكتف بمعصية الله وإهمال التوبة حتى سخرت من أهل طاعته والخائفين من عذابه ونقمته.
٣ ـ (أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ). ونحوه قوله تعالى : (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا) ـ ١٤٨ الأنعام ج ٣ ص ٢٧٨.
٤ ـ (أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ). ومثله الآية ١٠٠ من سورة المؤمنون : (قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ) ج ٥ ص ٣٨٨.
(بلى) ليس الأمر كما زعمت وقلت : «لو ان الله هداني». (قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ). جاءته آيات الله فأنكرها ، وقال ما هي من عند الله ، واستكبر عن الايمان ، وكفر بالله والرسول ، ثم كذب وقال : ما جاءني من الله شيء على لسان نبيه ، فجمع بين مساوئ الكفر والكذب والاستكبار ، ولو بادر الفرصة إلى التوبة لكان في غنى عن ذلك وراحة من عذاب الخزي والهون.
(وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ (٦٠) وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١) اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٦٣) قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (٦٤) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ