بالفاحشة هنا المعصية. وضعف الشيء مثله في المقدار ، أو مثله وزيادة غير محصورة.
المعنى :
شكا أزواج النبي (ص) له من قلة النفقة والزينة ، وطلبن ان يوسع عليهن مما أفاء الله عليه من الأنفال والغنائم ، فنزل قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً). أمر الله نبيه الكريم أن يقول لهن : اخترن واحدا من اثنين : إما الطلاق مع المتعة ان أردتن ما تريده النساء من الدنيا ، والمتعة هي عبارة عن منحة يقدمها المطلّق لمطلقته ، ويراعى فيها حال الرجل يسرا وعسرا. انظر ج ١ ص ٣٦٦. وإما الحياة مع رسول الله (ص) على ان تصبرن على مكابدة الفقر والعوز في الدنيا ، وجزاؤكن عند الله في الآخرة الأجر العظيم. فاختارت نساء النبي (ص) الله والرسول والدار الآخرة على الدنيا وزينتها ، وتسمى هذه الآية آية التخيير.
وآية التخيير دليل قاطع على تكذيب ما زعمه المتقولون من ان النبي (ص) استكثر من النساء لأهواء نفسية ، لأن الحريص على الاستمتاع بالمرأة ـ كما قال مصطفى صادق الرافعي ـ لا يخيرها بين الحياة معه على ان تكابد الفقر والعوز الى آخر يوم ، وبين الابتعاد عنه ان أرادت الحياة وزينتها ، بل يخاطب عاطفتها ويقرب لها كل بعيد يشبع رغبتها من الزينة والمظاهر .. وفي الأمثال : «فرشة العرس عالية».
وقال العقاد في كتاب العبقريات الاسلامية : «لو كانت لذات الحس هي التي سيطرت على زواج النبي بعد وفاة خديجة لكان الأحجى بإرضاء هذه الملذات ان يجمع اليه تسعا من الفتيات اللاتي اشتهرن بفتنة الجمال في مكة والمدينة والجزيرة