(وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) يدرءون شر المسيء بالصبر عليه ، وأيضا يحسنون اليه وإلى غيره بالإنفاق والعطاء إذا رزقهم الله من فضله ، قال الإمام علي (ع) : عاتب أخاك بالإحسان إليه ، واردد شره بالإنعام عليه (وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ). تعرض الكافرون بالسب والشتم للذين أسلموا وآمنوا بالله ورسوله ، فتحملوا وتجاهلوا (وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) أنتم راضون بما عندكم من الباطل ، ونحن راضون بما عندنا من الحق (سلام عليكم) قال المفسرون : هذا سلام الاحتمال من الجاهلين ، وليس بسلام تحية ، تماما كما تقول لمن تريد البعد عنه : اذهب عني بسلام (لا نبتغي الجاهلين) لا نخالطهم ولا نتخلق بأخلاقهم.
(إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٥٦) وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٧) وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ (٥٨) وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلاَّ وَأَهْلُها ظالِمُونَ (٥٩) وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ (٦٠) أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٦١))