والمعنى أذكر يا محمد هؤلاء الأنبياء الذين علموا دين الله وعملوا به مخلصين ، وجاهدوا في سبيله صابرين ، أذكرهم واصبر على المكذبين من قومك كما صبر هؤلاء الرسل من قبلك.
(إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ) أي دار الآخرة ، وخالصة صفة لا يشوبها شيء ، وهي انهم يعملون للآخرة ، ويؤثرونها على كل شيء (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ). أخلصوا لله فاختصهم برسالته ، وجعلهم من خيرة خلقه (وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ). لم أجد في فهرس الكتاب المقدس وقاموسه ذكرا لليسع وذي الكفل ، والذي وجدته يشوع ابن نون خليفة موسى ، ويقال : انه اليسع ، ومهما كان فإنه هو وذو الكفل تماما كإسماعيل وإسحاق ويعقوب من الأنبياء الأصفياء. وتقدم مثله في الآية ٨٥ من سورة الأنعام ج ٣ ص ٢١٨ والآية ٨٤ من سورة الأنبياء ج ٥ ص ٢٩٥.
(هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ (٥٠) مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ (٥١) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ (٥٢) هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ (٥٣) إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ (٥٤) هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (٥٦) هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (٥٨) هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ (٥٩) قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ (٦٠) قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ (٦١) وَقالُوا ما لَنا لا نَرى