تماما كما فعل غيره من الأنبياء (أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ). وبعل الذي يدعونه من دون الله اسم صنم كما دل سياق الآية. وفي قاموس الكتاب المقدس : ان بعل بريث اسم كنعاني ومعناه رب العهد .. عكف قوم الياس على عبادة بعل كما عكف من كان قبلهم على عبادة الأصنام فدعاهم الى التوحيد كما فعل نوح وابراهيم وموسى وغيرهم من الأنبياء (فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) أعرضوا عن دعوته ، فيحضرهم الله يوم القيامة للحساب والعذاب.
(إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) وهم الذين استجابوا لدعوة الياس ، فإنهم بمنجاة من العذاب ولهم أجر كريم (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) ذكرا طيبا (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ). قال جماعة من المفسرين : ان أبا الياس اسمه يس ، فعليه يكون المراد بأل ياسين الياس بالذات لأن الابن من آل الأب ، ومهما يكن فإن المقصود هنا بأل ياسين هو الياس بقرينة السياق ، فلقد ذكر سبحانه في الآيات السابقة نوحا وقال : سلام على نوح ، ثم ذكر ابراهيم وأتبعه بقوله : سلام على ابراهيم ، ثم موسى وهرون وقال : سلام على موسى وهرون ، ثم ذكر الياس وانه من المرسلين ، وقال : سلام على إل ياسين ، فتعين انه هو المقصود من آل يس.
(وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٣) إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٣٤) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (١٣٥) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٣٦) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٣٨) وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠) فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (١٤١) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢) فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤٤)