ثانيا : لو سلمنا ـ جدلا ـ بصحة الاعتماد على دلالة السياق للآيات فإن قوله تعالى : «ليذهب عنكم .. ويطهركم» بضمير المذكر دون ضمير المؤنث هو نص صريح على اخراجهن من الآية. وليس من شك ان دلالة النص مقدمة على دلالة السياق لأنها أقوى وأظهر.
ثالثا : ان المفسرين والمحدثين الذين ذكرناهم قد اعتمدوا في اخراجهن على الحديث الصحيح عن الرسول الأعظم (ص) ، وقد اتفقت كلمة المسلمين على ان السنة النبوية تفسير وبيان لكتاب الله.
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (٣٥))
المعنى :
الإسلام اقرار لله بالوحدانية ، ولمحمد بالرسالة ، والايمان اقرار باللسان وعقد في الجنان وعمل بالأركان ، وتدل الآية ١٤ من سورة الحجرات على الفرق بين الإسلام والايمان : «قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم». والمراد بالقنوت هنا القيام بالطاعة والدوام عليها ، وبالصدق الإخلاص ، وبالصبر تحمّل الصعاب والشدائد من أجل الحق ونصرته ،