(وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلَّا وَأَهْلُها ظالِمُونَ). الله عادل وحكيم لا يعذب أحدا إلا بعد التذكير والتحذير.
وتسأل : الظاهر من الآية ان الله لا يبعث رسولا في البلد الصغير ، أو إذا بعث فيه رسولا ، ولم يستجب أهله لدعوته فلا يعذبهم ، لأن المراد بالأم في الآية البلد الكبير أو العاصمة .. ولا يتفق هذا مع مبدأ المساواة في التكليف ووجوب الطاعة بين عموم الناس؟.
الجواب : ان الآية واردة مورد الغالب ، فان أكثر الأنبياء بعثوا في البلد الكبير ، وكل نبي كان يبعث مرشدا من قبله إلى البلد الصغير. وتقدم نظير هذه الآية في سورة الأنعام الآية ٦ ج ٣ ص ١٦٢ وفي سورة هود الآية ١١٨ ج ٤ ص ٢٧٨.
(وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ). المذموم من متاع الحياة ما يطغى معه الإنسان ، ويعثو في الأرض فسادا بسببه ، وإلا فلا يحرم زينة الله والطيبات من الرزق إلا جاهل بدين الله. وتقدم مثله في الآية ١٠٣ من سورة البقرة ج ١ ص ١٦٢ والآية ٧٧ من سورة النساء ج ٢ ص ٣٨٣.
(أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ). وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار ، والله منجز وعده لا محالة ، وليس من شك ان الذي يتنعم في جنة الخلد لا يقاس به من يتنعم أياما في هذه الحياة ، ثم يساق قهرا إلى عذاب الجحيم.
(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢) قالَ الَّذِينَ