ومقاصده وحاسب نفسه قبل أن تحاسب (يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) يتفرقون إلى فريقين : فريق في الجنة ، وفريق في السعير ، ومر مثله في الآية ١٤ من هذه السورة.
(مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ). مهّد الفراش بسطه وسهّله ، وأصحاب الأعمال الصالحات يفرشون قبورهم ويجهزونها بما يحتاجونه لأمنهم وراحتهم قبل أن ينقلوا اليها تماما كما يجهز البيت في الحياة الدنيا قبل سكناه ، وعن الإمام جعفر الصادق (ع) : ان العمل الصالح يسبق صاحبه ليمهد له كما يمهد الخادم لسيده. وتقدم مثل هذه الآية في سورة البقرة الآية ٢٨٦ ج ١ ص ٢٥٥.
(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ). ليجزي متعلق بيصدعون ، والمعنى ان الله يجعل الناس يوم القيامة فريقين ليكافئ المؤمنين على أعمالهم بالجنة لأنه يحبهم ويحب ما عملوا من الصالحات ، أما الكافرون فإن الله يكرههم ويجزيهم بما يستحقون. وفي نهج البلاغة : «ان الله يحب العبد ، ويبغض عمله ، ويحب العمل ، ويبغض بدنه» أي يحب المؤمن لإيمانه ، ويبغض ما يأتيه من السيئات ، ويبغض الكافر لكفره ، ويحب ما يفعله من حسنات.
(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٤٦) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (٤٧) اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (٤٨)