الإعراب :
أم للاستفهام. ومن مبتدأ وخبره محذوف أي كمن ليس بقانت. وهو قانت مبتدأ وخبر والجملة صلة لمن. وساجدا حال من ضمير قانت. وللذين أحسنوا خبر مقدم وحسنة مبتدأ مؤخر. وان أعبد أي بأن أعبد. ولأن أكون أي من أجل أن أكون وقيل : اللام زائدة. الله أعبد ، الله مفعول مقدم. ومخلصا حال. وظلل مبتدأ ولهم خبر ومن النار صفة. ذلك يخوف مبتدأ وخبر. يا عباد فاتقون أي يا عبادي فاتقوني.
(أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ). بعد أن ذكر سبحانه من يؤمن عند الضراء ، ويكفر عند السراء عقبه بقوله : ليس سواء عند الله هذا الذي يؤمن في الشدة دون الرخاء ، ومن يعبد الله في جميع حالاته ، ولا تزيده النعمة إلا ايمانا وشكرا وسجودا وركوعا في ظلمة الليل والناس نيام ، ولا يفعل شيئا إلا رغبة في ثواب الله ورهبة من عذابه.
وفي الآية إيماء إلى ان الإنسان لا ينقاد إلا بدافع الرغبة والرهبة تقيا كان أم شقيا ، والفرق ان الشقي يفعل ويترك رغبة في زينة الدنيا وحلاوتها أو رهبة من همها ومرارتها ، أما التقي فإنه يفعل ويترك رغبة في حرث الآخرة ونعيمها ، ورهبة من عذابها وجحيمها ، وهذا ينطبق حتى على الأنبياء المعصومين الذين وصفهم الله بقوله : (وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً) ـ ٩٠ الأنبياء ج ٥ ص ٢٩٦.
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ). ليس المراد بالعلماء هنا الذين حفظوا الشروح والمتون ، ولا الذين اكتشفوا قوى الطبيعة ، واخترعوا العقول الألكترونية والصواريخ عابرة القارات ، وغزوا الفضاء وصعدوا إلى القمر أو المريخ .. كلا ، انما المراد بهم العاملون لخير الانسانية جمعاء ، وتحرير المعذبين في الأرض وخلاص الناس من البؤس والشقاء ، أما العلماء اللامبالون أو الذين باعوا دينهم وأنفسهم للأبالسة والشياطين ، لجلادي الشعوب ،