لا شيء أثقل على من لا يخشى الله من كلمة : «اتق الله» ولا عدو له أعدى وألد من قائلها .. نقل عن عبد الملك بن مروان انه حين تولى الملك قال في خطبة العرش : «من قال لي بعد اليوم : اتق الله ضربت عنقه». أما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فهي عنده كلمة الحب والإشفاق ، ويتمنى لو سمعها في كل حين ، حتى ولو كان معصوما من الخطايا والذنوب ، بل ان حبه لها ولسماعها من عصمته وعظمته .. ان العظيم يتهم نفسه بالتقصير مهما اجتهد .. اذن ، لا داعي للتأويل والتخريج .. هذا الى ان في أمر سيد الكونين بالتقوى حكمة بالغة ودرسا عظيما لأصحاب الجاه والسلطان ، وانهم مهما بلغوا من السمو والرفعة فليسوا فوق أن يؤمروا بالعدل والتقوى ، وفي نهج البلاغة : من استثقل الحق أن يقال له ، أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما عليه أثقل.
(ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤) ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٥))
اللغة :
يقال : ظاهر من امرأته وتظاهر منها إذا قال لها : أنت عليّ كظهر أمي