تنقص العقوبة رأفة منه تعالى ورحمة ، أما المحسن فيضاعف له الجزاء أضعافا كثيرة وبغير حساب ذكرا كان أو أنثى ، وكفى بالجنة ثوابا ونوالا ، وتدل الآية بوضوح على ان الجنة وقف خاص على من آمن بالله واليوم الآخر إيمانا لا يشوبه ريب ، أما من يفعل الخير لوجه الخير ، وهو كافر بالله واليوم الآخر ، أما هذا فجزاؤه في غير الجنة لأنها محرمة على الكافرين. انظر ج ٢ ص ٢١١ فقرة «الكافر وعمل الخير». وفي بعض الروايات ان رسول الله (ص) قال : ما أحسن محسن مسلم أو كافر إلا أثابه الله. فقيل يا رسول الله ما إثابة الكافر؟ قال: المال والولد والصحة وأشباه ذلك. قيل : فما اثابته في الآخرة؟ قال : يعذب عذابا دون عذاب.
(وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (٤١) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (٤٢) لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ (٤٣) فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (٤٤) فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ (٤٥) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ (٤٦))
اللغة :
مردنا مرجعنا. وحاق به أحاط ونزل به. غدوا وعشيا صباحا ومساء.