من عصى وعقابه ، وبالعكس ، وعسى في كلام المخلوق تدل على الترجي في المحبوب ، والإشفاق في المكروه ، وتدل في كلام الخالق على الوجوب ، وعليه فالتائب الصالح من المفلحين المرضيين عند الله بالقطع واليقين.
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ). الله هو الخالق المالك ، ولا أحد يملك معه شيئا ، وكل أفعاله حكمة وخير وصواب ، وما لأحد أن يرد ويعترض ، فكيف ينسبون اليه الشركاء (وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ) وأيضا هو عالم الغيب والشهادة ، والشركاء المزعومون لا يعلمون شيئا (وَهُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) وحده المستحق للعبادة (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ) الحمد لله في الدنيا على فضله وآلائه ، وفي الآخرة على ثوابه وجزائه (وَلَهُ الْحُكْمُ) النافذ في كل شيء بكلمة «كن». (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ولا مناص لأحد من هذا المرجع ، والسعيد من ثبتت حجته ، وقبلت معذرته.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (٧١) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ (٧٢) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٧٣) وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٧٤) وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٧٥))