الإعراب :
فما أوتيتم من شيء «ما» شرطية ومحلها النصب بأوتيتم لأن الفعل هنا بمعنى أعطيتم. فمتاع الحياة خبر لمبتدأ محذوف أي هو متاع. والذين يجتنبون عطف على الذين آمنوا. وهم تأكيد لفاعل غضبوا. والذين إذا أصابهم البغي ينتصرون ، فيه تقديم وتأخير ، والأصل والذين هم ينتصرون إذا أصابهم البغي. ولمن صبر بفتح اللام وهي للابتداء ومن موصول في محل رفع بالابتداء ، والجملة من ان ذلك الخ خبر.
المعنى :
(فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا). متاع الحياة كل ما تتمتع به في هذه الحياة من صحة وجاه ومال ونساء وأولاد وبناء وأثاث وغيره ، وملذات الدنيا وان كثرت فهي الى زوال ونفاد ، أما نعيم الآخرة فهو باق ببقاء الله : (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ) ـ ٩٦ النحل. وقال تعالى : (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى). وكل عمل يسد حاجة من حاجات الحياة فهو ذخيرة عند الله بالشروط التالية :
١ ـ (لِلَّذِينَ آمَنُوا) بالله ، أما الذين كفروا به فلا شيء لهم عند الله إلا العذاب لأنهم لا يعترفون بوجوده. وفي الحديث : من عمل لغير الله أوكله سبحانه لمن عمل ، ويقال له غدا : خذ أجرك ممن عملت له.
٢ ـ (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) في جميع أمورهم ، ولا يعتزون إلا بتقوى الله ومرضاته.
٣ ـ (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ). ومنها الظلم والكذب والزنا والفساد. أنظر تفسير : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) ـ ٣١ النساء ج ٢ ص ٣٠٦ وتفسير : (وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) ـ ١٥١ الأنعام ج ٣ ص ٢٨٣.