٤ ـ (وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ). يكظمون الغيظ ، ولا يغضبون إلا لله.
٥ ـ (وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ) ولم يعصوه في أمر ولا نهي.
٦ ـ (وَأَقامُوا الصَّلاةَ). وخصها سبحانه بالذكر لأنها عمود الدين ، وكان النبي (ص) يعبر عنها بقرّة العين ، وسماها بعض العارفين حقيقة المسلم.
٧ ـ (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ). وكلمة أمرهم تومئ الى الصالح العام ، وانهم يتعاونون يدا واحدة على العمل من أجله .. ولا صلة لهذا التشاور في حلال الله وحرامه لأنهما لله وحده. انظر تفسير (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) ـ ١٥٩ آل عمران ج ٢ ص ١٨٩. وفي نهج البلاغة : الاستشارة عين الهداية ، وقد خاطر من استغنى برأيه.
٨ ـ (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) في الخيرات والمبرات.
٩ ـ (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ). وتسأل : ما هو وجه الجمع بين هذه الآية وقوله تعالى : (وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)؟
الجواب : ان العفو عن السيئة يحسن حيث يكون سببا لاصلاح المسيء وانابته أو تفاديا لوقوع شقاق أو فتنة ، ولا يحسن حيث يكون سببا لتمادي الطغاة والسفهاء. قال الإمام علي (ع) : الوفاء لأهل الغدر غدر عند الله ، والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله. وتكلمنا عن ذلك مفصلا عند تفسير قوله تعالى : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) ـ ٣٤ فصلت.
(وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها). ونحوه : (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) ـ ١٩٤ البقرة ج ١ ص ٣٠١ (فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ). ومثله : (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) ـ ٢٣٧ البقرة. وأيضا : (فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ) ـ ٤٥ المائدة. (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ). والمراد بالظالمين هنا الذين يتجاوزون الحد في القصاص والانتقام.
(وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) إطلاقا ، لا عتاب ولا عقاب لأن البادي هو الظالم ، وللمظلوم كل الحق أن ينتصف لنفسه ممن ظلمه ، بل إذا سكت عنه مع قدرته عليه فهو شريكه في الظلم ، لأن سكوت المظلوم عن