الإعراب :
الله وربكم بدل من أحسن الخالقين.
المعنى :
(وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ). منّ سبحانه على موسى وهرون بالنبوة وخلود الذكر والنصر على الأعداء ، ولا تكون النبوة بالكسب والعمل ، وإنما هي اختيار من الله تعالى : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) ـ ١٢٤ الأنعام. ومن أجل هذا لا يتعلق بها التكليف ، فلا يقال : كن نبيا كما يقال : كن تقيا (وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ). من طبيعة اليهود أن يتقبلوا كل شيء من أجل المال وجمعه حتى الذل والعار .. هذا ما نطق به تاريخهم ، فلقد استعبدهم فرعون ولم يحركوا ساكنا حتى جعل الله لهم على يد موسى من الكرب والبلاء فرجا ومخرجا.
(وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ). أغرق سبحانه فرعون وجنوده ، فتحرر بنو إسرائيل من المذلة والعبودية (وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ). أنزل سبحانه على موسى وهرون التوراة : وفيها أحكام الله الواضحات (وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) طريق الحق والعدل (وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ) ذكرا حسنا ، وثناء جميلا (سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ) أمن وأمان من الله عليهما ولهما دنيا وآخرة (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ). وفي معناه : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان. وتقدم الكلام عن موسى وهرون وبني إسرائيل في عشرات الآيات.
(وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ). قال المفسرون : الياس هو واحد من أنبياء بني إسرائيل ، وان نسبه ينتهي الى هرون. وفي أكثر من تفسير : أن الياس هذا هو النبي إدريس الذي جاء ذكره في الآية ٥٦ من سورة مريم والآية ٨٥ من سورة الأنبياء ، وفي «قاموس الكتاب المقدس» : ان إيليا اسم عبري ، ومعناه إلهي يهوه والصيغة اليونانية لهذا الاسم هي الياس ، وتستعمل أحيانا في العربية.
(إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ)؟ ارشدهم الى التوحيد ، وحذرهم من الشرك