الإعراب :
شرابه فاعل سائغ. وجملة تلبسونها صفة لحلية. والمصدر من لتبتغوا متعلق بمواخر. ذلكم مبتدأ والله خبر أول وربكم خبر ثان ، وله الملك مبتدأ وخبر والجملة خبر ثالث. ومن دونه متعلق بمحذوف حالا من مفعول تدعون المحذوف أي والذين تدعونهم كائنين من دونه. وكل من وازرة وأخرى ومثقلة صفة لنفس محذوفة أي ولا تزر نفس وازرة وزر نفس أخرى. ولو كان ذا قربى «لو» للوصل واسم كان محذوف أي ولو كان المدعو ذا قربى.
المعنى :
(وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ). هذه الآية من الآيات الكونية ، وهي تشير إلى تنوع الماء عذوبة وملوحة ، وهذا التنوع وان استند مباشرة إلى أسبابه الطبيعية فإنها تنتهي الى خالق الطبيعة ومبدعها. وتقدم مثله في الآية ٥٣ من سورة الفرقان ج ٥ ص ٤٧٦ (ومن كل) واحد من البحرين (تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا) كالسمك (وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). تقدم بالنص الحرفي في الآية ١٣ من سورة النحل ج ٤ ص ٥٠٢.
(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ). تتحرك الأفلاك ويدور بعضها حول بعض ، فتتعدد الفصول ، ويأخذ الليل من النهار في فصل ، والنهار من الليل في فصل آخر ، وهذا التنظيم الدقيق المطرد في كل عام مدى الملايين من القرون ـ يدل دلالة قاطعة على وجود المدبر الحكيم لهذا الكون ، تماما كما تدل الآلة التي تؤدي الغرض المطلوب منها ـ على صانعها ومنظمها ، والصدفة باطلة بحكم التكرار. وتقدم مثله في الآية ٢٧ من سورة آل عمران ج ٢ ص ٣٧ (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى). تقدم بنصه الحرفي في الآية ٢ من سورة الرعد ج ٤ ص ٣٧٣.
(ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ).