اللغة :
غير ناظرين أي غير منتظرين. وإناه بالقصر ، ويجوز فيه المد ، تقول : إناه واناؤه ، والمراد به هنا الطعام الذي يوضع في الإناء بعد نضجه. وطعمتم أكلتم. فانتشروا انصرفوا. ولا مستأنسين لحديث أي لا تمكثوا بعد الطعام للسمر والحديث والمراد بالمتاع هنا ما في البيت من أثاث وأدوات.
الإعراب :
المصدر من أن يؤذن لكم في موضع الحال أي إلا مأذونا لكم. وإلى طعام متعلق بيؤذن. وغير ناظرين حال من فاعل تدخلوا. ولا مستأنسين عطف على غير ناظرين أي غير ناظرين ولا مستأنسين. ان ذلكم كان يؤذي النبي «ذلكم» إشارة الى المكوث. وذلكم أطهر ، اشارة إلى سؤال المتاع من وراء حجاب. وان ذلكم كان عند الله عظيما ، «ذلكم» إشارة الى نكاح أزواج النبي من بعده.
المعنى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ). أي لا تمكثوا بعد الطعام إطلاقا ، لا للاستئناس بالحديث ولا لغيره ، وإنما ذكر سبحانه الاستئناس بالحديث لأن المكوث في الغالب يكون لهذه للغاية .. ويومئ ظاهر الآية إلى ان بعض الصحابة كان يدخل بيوت النبي (ص) من غير اذن جريا على عادة الجاهلية ، وانه كان إذا رأى طعاما يوقد عليه في بيت النبي ينتظره للأكل ، وانه كان يجلس بعد الطعام للحديث والسمر .. وليس من شك ان هذا النوع من التطفل وسوء الأدب يؤذي كل انسان نبيا كان أو غير نبي ، ومن أجل هذا أدّب النبي الصحابة وغيرهم بأن لا يدخلوا أي بيت من البيوت إلا بعد الإذن من أهله ـ وتقدمت الاشارة الى ذلك في الآية ٢٨ من سورة النور ـ