فكلّ من الثلاث الاوّل عامّ في الأزمنة ويختصّ بالشرط فيعتبر سورا في الشرطيّة كـ « كلّما » ففيه الكفاية في دليل كونها للعموم ، و « مهما » لا يستعمل مجرّدا عن « ما » بخلاف الأوّلين إلاّ أنّ « حين » مجرّدا لا يكون إلاّ ظرفا ، و « متى » يرد شرطا واستفهاما ويلزمه العموم في الشرط وأمّا [ كونه ] من مقتضى وضع اللفظ أو من مقتضى الشرطيّة فاحتمالان ، ولا عموم في الاستفهام إلاّ بدلا ، ونحوه « أيّان » في الاختصاص بالأزمنة والورود شرطا واستفهاما نحو : « أيّان جئتني جئتك » و « أيّان تبعثون ».
و « إذا ما » و « إذ ما » كمتى ما في العموم الأزماني والاختصاص بالشرطيّة ، وإذ لا ترد للشرط إلاّ مع « ما » وهي بدونها ظرفيّة لا غير بخلاف « إذا » فإنّها ترد للشرط معها وبدونها إلاّ أنّها بدونها أداة إهمال ومعها أداة عموم ، ويظهر الثمرة في الدلالة على التكرار وعدمها في نحو : « إذا ما جاءك زيد فأكرمه » و « إذا جاءك زيد فأكرمه ».
ومنها : لفظ « سائر » ذكره الشهيد ـ على ما حكى ـ في صيغ العموم وتبعه بعض الأعلام بقوله : ومنها « سائر » على إطلاقيه وإن كان أظهر في إرادة الباقي فإنّه ظاهر في تمام الباقي » وفي عبارته هذه نوع غموض وتعقيد لأنّ قوله : « على إطلاقيه » يحتمل معنيين :
أحدهما : أن يكون المراد من إطلاقيه إطلاقه على الباقي وإطلاقه على تمام الباقي.
ويزيّفه : أنّ الحمل عليه يخلّ بفصاحة الكلام كما يظهر بأدنى تأمّل ، مع لزومه نوع تناقض إذ كونه ظاهرا في تمام الباقي أن يكون غيره وهو نفس الباقي خلاف الظاهر ويناقضه الحكم عليه بكونه أظهر في إرادة الباقي.
وثانيهما : أن يراد منهما إطلاقه على « الجميع » على ما حكى عن بعض أهل اللغة من جعله بمعنى « الجميع » وإطلاقه على الباقي ، ويندفع المحذوران حينئذ ويرتبط التعليل أيضا بما قبله لكون قوله : « فإنّه ظاهر في تمام الباقي » بيانا لدليل عمومه على إطلاقه على الباقي ، ومحصّله : أنّ إفادته العموم على هذا المعنى إنّما هو باعتبار ظهوره في تمام الباقي.
وتحقيق المقام يتأتّى بالتكلّم فيه على كلا المعنيين فنقول : أمّا على إطلاقه على معنى « الجميع » فعلى تقدير ثبوت هذا الإطلاق في العرف واللغة فلا يمكن الاسترابة في عمومه فإنّ « الجميع » عامّ وكذلك ما هو بمعناه ، إلاّ أنّ الكلام في ورود هذا الإطلاق في كلام من يستشهد بكلامه من العرب ولم نجد له شاهدا في استعمالات العرف ولا في خطابات الشرع مع أنّه لا يساعد هيئة اللفظ ولا مادّته.