قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة

الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة

الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة

تحمیل

الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة

32/527
*

وتقول الأحاديث الصحيحة : كان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة ، فلمّا توفّيت انصرفت وجوه الناس عنه ، وعند ذاك بايع أبا بكر!

ويقول هو : « وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذّاء أو أصبر ... » ويقول : « فنظرت فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي ، فضننت بهم عن الموت ... ».

ويقولون : أمسك!

يقول : صبرت ...

ويقولون : ضحّى ، تنازل ، أغضى ...!

موقف عليّ من معاوية :

وأمّا موقف الامام عليه‌السلام من معاوية فقد اختلف تماماً ، لأن ظروفه أختلفت ، فما كان يشكو منه سابقاً ـ وهو عدم المعين إلاّ أهل بيته ـ منتفٍ الآن ... لقد وجد الآن من يعينه على أمره ، لقد بايعه المسلمون وعلى رأسهم المهاجرون والأنصار ، وأعلنوا الوقوف معه ضد كلّ من يبغي عليه ، وهم يعرفون معاوية واسلافه وفئته الباغية ... لكنّ الامام عليه‌السلام لم ينابذه الحرب الاّ بعد أن أرسل إليه الرّسل والكتب ، وأتّم عليه الحجج ... وقد كان ممّا قال له :

« إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر عمر وعثمان على ما بايعوهم عليه ، فلم يكن للشاهد أن يختار ، ولا للغائب أن يرد ، وإنّما الشورى للمهاجرين والإنصار ، فإن اجتمعوا على رجلٍ وسمّوه إماماً كان ذلك الله رضىً ، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردّوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على أتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاّه الله ما تولّى » (١).

وقد جاء هذا المعنى في خطبةٍ له عليه‌السلام :

« أيها الناس ، إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه وأعلمهم بأمر الله

__________________

(١) نهج البلاغة ط صبحي الصالح : ٣٦٦.