وتقدم مثله في الآية ١٤١ من سورة النساء ج ٢ ص ٤٦٦ (أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ). هل تريدون ان تخدعوا الله وتحتالوا عليه ، وهو العليم بما تخفون وما تعلنون؟
(وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ). تقدم مثله في الآية ٣ من هذه السورة ، والآية ١٥٤ من سورة آل عمران ج ٢ ص ١٨٢. (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ). قال مشركو قريش للذين استجابوا لدعوة رسول الله (ص) : كيف تتبعون محمدا وتتحملون الكثير من أجله؟ دعوه وعودوا إلى ديننا ، وإذا كنتم تخافون عذاب الله بعد الموت كما خوّفكم محمد فنحن نتحمله عنكم .. قالوا هذا ، وهم يريدون به ان البعث حديث خرافة (وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) لأن كل انسان مجزي بأعماله ، لا يحمل وزر غيره ، أو يسأل عنه : (قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) ـ ٢٥ سبأ.
(وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ). كل من أضل غيره يحمل وزر نفسه ، ووزر من غرر به ، حيث تسبب في وجود الضلال وانتشاره ، أما من يتبع المضل فإنه يحمل وزر نفسه كاملا ، ولا ينقص منه شيء لأنه استجاب الى دعوة الضلال بسوء اختياره ، وبكلمة للمضل عقوبتان : إحداهما على ضلاله ، والثانية على إضلاله ، وللتابع عقوبة واحدة على عمله بالضلال مختارا (وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ) بادعائهم الشريك لله ، وقولهم عن الرسول الأعظم (ص) : انه ساحر وقولهم للمؤمنين : اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم ، وغير ذلك.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ). يدل ظاهر الآية بوضوح ان نوحا عاش ٩٥٠ عاما ، والعقل لا يأبى ذلك ، فوجب التصديق أما التعليل بأن عدد البشرية كان قليلا يومذاك ، والنسل كان محددا ، وانه كلما قل العدد والنسل طالت الأعمار ، كما قال بعض المفسرين الجدد ، أما هذا التعليل ونحوه فلا يصح الركون اليه في تفسير الوحي أو توجيهه .. وفي قاموس الكتاب