وهذا لا يتصل باسم القرية وموضعها .. ويغلب على الظن ان المفسرين اعتمدوا على كتب النصارى حيث جاء في الاصحاح الحادي عشر من أعمال الرسل : ان برنابا وشاول ذهبا إلى انطاكية وعلّما جمعا غفيرا. والرسل هم التلاميذ الاثنا عشر الذين اختارهم السيد المسيح (ع) ليعاينوا حوادث حياته على الأرض ويروه بعد قيامه من القبر ، ويخبروا العالم بذلك. إنجيل متى وأعمال الرسل. أما برنابا فهو قبرصي اعتنق المسيحية في زمن الرسل ، وأصبح داعية اليها. (قاموس الكتاب المقدس).
(إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ). في كثير من التفاسير ان هؤلاء الرسل كانوا من حواريي عيسى (ع) وتلاميذه ، وانه هو الذي أرسل الى القرية اثنين ، ثم شد ازرهما بثالث .. ولكن كلمة المرسلين مع إسنادها اليه تعالى في قوله : أرسلنا .. فعززنا تدل على انهم أرسلوا بأمر الله مباشرة لا بأمر عيسى (ع) .. ومهما يكن فإن العبرة بالمسميات لا بالأسماء .. هذا ، الى اننا غير مسؤولين عنها أمام الله ، ولا صلة لها بحياتنا من قريب أو بعيد. والمعنى واضح ، وهو ان الله سبحانه أرسل لأهل تلك القرية ثلاثة يدعونهم الى الحق.
(فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ). أبدا ماركة مسجلة : كلما جاء أمة رسولها قالوا ما أنت إلا بشر مثلنا وما كان لك علينا من فضل حتى يختارك من دوننا ، وما نحن لك بمؤمنين .. انظر الآية ١٠ من سورة ابراهيم والآية ٩٤ من سورة الإسراء والآية ٢٤ من سورة المؤمنون والآية ٣ من سورة الأنبياء والآية ١٥٤ من سورة الشعراء (قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ). بعد أن أقام الرسل الحجة البالغة على صدقهم قالوا للمكذبين : لقد أرسلنا الله إليكم ، وزودنا بما رأيتم من البينات ، وأدينا رسالته على وجهها ، وما علينا من حسابكم من شيء وما حسابنا عليكم وانما ذلك على الله وحده ، وكفى به عليما وحسيبا.
(قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ). طائركم معكم أي لا واقع للطيرة ، وإنما هي من وحي أوهامكم ، وفي الحديث المشهور : لا عدوى ولا طيرة ولا هامة. والهامة نوع من البوم يألف القبور والخرائب. وقال الإمام الصادق (ع) : الطيرة