قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التّفسير الكاشف [ ج ٦ ]

التّفسير الكاشف [ ج ٦ ]

169/574
*

الاعراب :

مخلصين حال من فاعل دعوا. ونقل ابن هشام في كتاب المغني عن ابن مالك ان (لمّا) هنا بمعنى إذا ، بدليل دخول الفاء على جوابها.

المعنى :

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ). تقدم في الآية ٢٧ من سورة آل عمران ج ٢ ص ٣٧ والآية ٦١ من سورة الحج (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). تقدم في الآية ٢ من سورة الرعد ج ٤ ص ٣٧٣ (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ). تقدم بالحرف الواحد في الآية ٦٢ من سورة الحج.

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ). من نعم الله تيسير المواصلات ، ومن وسائلها الفلك ، وهي تحتاج الى الماء والريح والسماء ، وهذه الأسباب وما اليها تنتهي اليه تعالى (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) يصبر على التأمل والنظر إلى عجائب الله في خلقه ، ويشكره على آلائه.

(وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ). قال بعض المفسرين : المراد بالمقتصد هنا من أضمر الكفر. وقال الرازي : هو من اقتصد في الكفر. والصواب ان المراد به المعتدل الذي لم يظلم نفسه بتعريضها لعذاب الله وغضبه ، ولم يكن من السابقين إلى الخيرات. قال تعالى : (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ) ـ ٣٢ فاطر. أما الختار فهو شديد الغدر ، والمراد به هنا من نقض عهد الفطرة التي ولد عليها كل مولود. وتقدم مثله في الآية ٢٢ من سورة يونس ج ٢ ص ١٤٧ والآية ٦٥ من سورة العنكبوت.