(وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ). علام تحزن وتتألم يا محمد لكفر من كفر ، وقد بلّغت وأنذرت وأديت الرسالة كاملة؟ فدع المجرمين ودنياهم ، فنحن أعلم بهم ، إلينا مصيرهم وعلينا حسابهم (نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ) ما هي إلا أيام يلعبون بها وتلعب بهم ، ثم يحيط بهم العذاب الشديد من حيث لا يشعرون. وتقدم في مثله أكثر من آية ، منها الآية ١٧٦ من سورة آل عمران ج ٢ ص ٢٠٩.
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ). تقدم مثله في الآية ٨٤ من سورة المؤمنون ج ٥ ص ٣٨٣ والآية ٦١ من سورة العنكبوت (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) له وحده الملك والحمد ، ولا غني إلا من استغنى به.
(وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). سبعة أبحر كناية عن الكثرة ، والمراد بكلمات الله قدرته تعالى على إيجاد الكائنات متى شاء ، والمعنى لو فرض ان البحر مداد ، والأشجار أقلام تكتب قدرة الله على إيجاد ما يشاء لانتهت البحار والأقلام وبقيت قدرة الله الى ما لا نهاية .. وبكلمة ان الحد لقدرة الله ان لا حد لها. وتقدم مثله في الآية ١١٠ من سورة الكهف ج ٥ ص ١٦٦.
وقال ابن عربي في المجلد الرابع من الفتوحات المكية : «البحار والأقلام من جملة الكلمات ، فلو كانت البحار مدادا ما انكتب بها سوى عينها ، وبقيت الأقلام والكلمات الحاصلة في الوجود ما لها ما تكتب به مع تناهيها بدخولها في الوجود ، فكيف بما لم يحصره الوجود من شخصيات الممكنات». يريد لو كانت البحار حبرا ، وأردنا أن نكتب عن العجائب والأسرار التي أودعها الله في البحار فقط لنفدت البحار بنفاد الكتابة عن عجائبها وأسرارها ، وإذا نفد الحبر بنفاد البحار تعطلت الأقلام عن الكتابة ، وعليه تظل بقية الكائنات الموجودة بلا كتابة عنها .. هذا بالنسبة الى ما هو موجود بالفعل ، فكيف بما يدخل تحت قدرة الله من الكائنات التي يوجدها بكلمة «كن» متى يشاء؟
(ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ). كل قادر غير