اللغة :
المراد بلهو الحديث هنا كل ما يصد عن الحق الذي عبّر عنه سبحانه في نفس الآية بسبيل الله. والوقر الصمم. والرواسي الجبال. وبث فرق. وزوج كريم صنف حسن.
الإعراب :
تلك آيات الكتاب مبتدأ وخبر. وهدى ورحمة حال من الآيات والعامل معنى الاشارة في تلك. ومن الناس خبر مقدم ، ومن يشتري مبتدأ مؤخر. ويتخذها عطف على ليضل. وبغير علم متعلق بمحذوف حالا من فاعل يضل أي جاهلا. ومستكبرا حال. وكأن ، أصله كأنه. وخالدين حال من الضمير في لهم. وعد الله منصوب على المصدرية أي وعد الله وعدا حقا ، وحقا صفة للوعد المحذوف. وما ذا بمنزلة الكلمة الواحدة ومحلها النصب بخلق والتقدير أيّ شيء خلق.
المعنى :
(الم) تقدم مثله في أول سورة البقرة (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ). تلك إشارة إلى آيات هذه السورة ، وانها من كتاب الله ، ووصفه سبحانه بالحكيم لأن فيه الحكمة البالغة (هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ) وهم الذين يطلبون الحق ويعملون به لأنه حق ، ولا ريب ان القرآن هدى ورحمة لكل من أخلص لله وللحق ، أما الذين أعمت المطامع قلوبهم فهم الداء الذي لا دواء له إلا الاستئصال (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) يداومون عليها (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) لمن يستحقها (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) ولا يشكون انهم مسؤولون أمام الله عن أقوالهم وأفعالهم (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). فميزان الهداية والفلاح عند الله أن تخلص للحق قولا وعملا ، ولا تعبد إلا الله ، ولا تبخل بما آتاك من فضله. وتقدمت هذه الآيات في أول سورة البقرة.