وممّن رواه أيضاً الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْئَوْنَ عَنْهُ)(١) الآية ، حيث روى صحّته(٢) عن ابن عبّاس أنّه نقل كلام قريش لأبي طالب وتكليفهم إيّاه أن يأخذ أحداً من أولادهم ويسلّمهم النبيّ صلىاللهعليهوآله ليقتلوه ، وأنّه لم يقبل ذلك ونهرهم ، قال : ونهض أبو طالب رضىاللهعنه عنهم فلقي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كئيباً فقال : يا محمّد ، لا تحزن ، ثمّ قال :
واللّه لن يصلوا إليك بجمعهم |
|
حتّى أُوسّد في التراب دفينا |
فاصدع بأمرك ما عليك غظاظةٌ |
|
وابشر بذلك وقرّ منك عيونا |
ودعوتني وزعمتَ أنّك ناصح |
|
فلقد صدقتَ وكنت قبل أمينا |
وعرضتَ دِيناً قد علمتُ بأنّه |
|
من خيرِ أديانِ البريّة دِينا |
لولا مخافة أن تكون معرّة |
|
لوجدتني سمحاً بذاك مبينا(٣) |
قال الثعلبي : إنّه قد اتّفق على صحّة نقل هذه الأبيات عن أبي طالب ، مقاتل ، وعبد اللّه بن العبّاس ، والقاسم بن محصرة ، وعطاء بن دينار(٤) .
وقد ذكر الزمخشري في كتاب الأبيات(٥) ، الأبيات الأخيرة هكذا :
____________________
(١) سورة الأنعام ٦ : ٢٦ .
(٢) كلمة «صحّته» : لم ترد في «ن» .
(٣) شعر أبي طالب وأخباره : ٣٥ ـ ٣٦ ، وفيه : (فانفذ) بدل (فاصدع) ، و(فكفى بنا ديناً لديك ودينا) بدل (وابشر بذلك وقرّ منك عيونا) ، و(لولا الملامة أو حذاري سبّة) بدل (لولا مخافة أن تكون معرّة) ، وانظر أيضاً : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٥٥ ، وإيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ٢٨٨ ـ ٢٨٩ ، وانظر الأبيات في سيرة ابن إسحاق : ١٥٥ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ : ٣١ ، ودلائل النبوة ٢ : ١٨٨ ، وتذكرة الخواص : ٨ ، والبداية والنهاية ٣ : ٤١ ، وخزانة الأدب ٢ : ٧٦ ، و٣ : ٢٩٦ .
(٤) كشف البيان ٤ : ١٤١ ـ ١٤٢ بتفاوت ، وفيه : (القاسم بن محمّد) بدل (والقاسم ابن محصرة) ، ونقله عنه ابن طاوس في الطرائف ١ : ٤٢٠ / ٣٨٧ ، والشيرازي في الأربعين : ٤٩٤ ، ولم يذكر البيت الأخير .
(٥) كذا في النسخ .