وأُمّ ، كان أبوهما عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف ، وكانت أُمّهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزوميّ القرشيّ ، وكانت هي أُمّ الزبير بن عبد المطّلب أيضاً ، وبقيّة أولاد عبد المطّلب كانوا من أُمّهات شتّى .
روى أبو سعيد الواعظ في كتاب شرف المصطفى ـ خلاصة ما ذكره صاحب المناقب ـ : عن الأوزاعيّ ، والواقديّ ، وغيرهما ، قالوا : كان النبيّ صلىاللهعليهوآله في حجر عبد المطّلب ؛ لأنّ أباه عبد اللّه توفّي وهو صلىاللهعليهوآله طفل يرضع .
وقيل : مات والنبيّ صلىاللهعليهوآله بعدُ لم يولد فكفّله جدّه عبد المطّلب فلمّا أتى عليه اثنتان ومائة سنة ، ورسول اللّه صلىاللهعليهوآله ابن ثمان سنين ، جمع بنيه وقال : محمّد صلىاللهعليهوآله يتيم فآووه ، وعائل فأغنوه ، واحفظوا وصيّتي فيه ، فقال أبو لهب : أنا له ، فقال : كفّ شرّك عنه ، فقال العباس : أنا له ، فقال : أنت غضبان لعلّك تؤذيه ، فقال أبو طالب صلوات اللّه عليه : أنا له ، فقال : أنت له ، أطع له يا محمّد صلىاللهعليهوآله ، فقال له رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «يا أبه ، لا تحزن فإنّ لي ربّاً لا يضيعني»(١) .
وفي رواية فاطمة بنت أسد صلوات اللّه عليها : أنّ عبد المطّلب لمّا قال لأولاده : من يكفّل محمّداً صلىاللهعليهوآله ؟ قالوا : هو أكيس منّا فقل له : يختار لنفسه ، فقال عبد المطّلب : يا محمّد ، جدّك على جناح السفر إلى القيامة فأيّ عمومتك وعمّاتك تريد أن يكفّلك؟ فنظر في وجوههم ثمّ زحف إلى عند أبي طالب عليهالسلام ، قالوا : فقال له عبد المطّلب : يا أبا طالب ، إنّي قد عرفت ديانتك وأمانتك ، وقد علمتَ شدّة حبّي لمحمّدٍ صلىاللهعليهوآله ، ووجدي به
____________________
(١) انظر : مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ١ : ٦٢ ، الدرّ النظيم : ٢١٠ ـ ٢١١ ، بحار الأنوار ٣٥ : ٨٥ / ٢٩ .