وروى عليّ بن أحمد الصيمري الكاتب ، قال : تزوّجت ابنة جعفر بن محمّد الكاتب فأحببتُها حبّاً عظيماً ، فأبطأ علَيَّ الولد فصرتُ إلى أبي الحسن الهادي عليهالسلام فذكرت له ذلك فتبسّم وقال : «اتّخذ خاتماً فصّه فيروزج واكتب عليه : (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)(١) » .
قال : ففعلت ذلك ، فما أتى علَيَّ حول حتّى رُزقتُ منها ولداً ذكراً(٢) .
وروى جمع عنه عليهالسلام أنّه قال : «إنّ اللّه تعالى جعل أشبه شيء بالحقّ الباطل فسمّاه الشبهة ، ثمّ بثّهما في الخلق جميعاً ؛ لامتحان الخلق ، فمن ميّز الحقّ من الباطل وعرفه كان من الفائزين ، وقد سمّاهم اللّه في كتابه : بأُولي النُهى ، وأُولي الألباب ، وأُولي الأبصار ، فقال : (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)(٣) و(لِّأُولِي النُّهَىٰ)(٤) و(يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)(٥) ، وعمى قوم آخرون فلزموا الشبهة فألزم قلوبهم الزيغ بما اتّبعوا من الباطل (وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ)(٦) ففضحهم في كتابه ، فهم الأكثرون عدداً عند الناس ، والأقلّون وزناً عند اللّه عزّ وجلّ ، وهؤلاء الأقلّون عند الناس عدداً ، والأكثرون وزناً عند اللّه»(٧) ، الخبر .
وكتب السري بن سلامة إلى الهادي عليهالسلام يسأله عن الغلاة ومذاهبهم وما يدعون إليه وما يتخوّف من معرّتهم على ضعف إخوانه ، ويسأله الدعاء له ولإخوانه في ذلك ، فأجاب عليهالسلام : «عدل اللّه عنكم ما سلكوا فيه من
____________________
(١) سورة الأنبياء ٢١ : ٨٩ .
(٢) الأمالي للطوسي : ٤٨ / ٦٢ ، الدرّ النظيم : ٧٣٠ بتفاوت فيهما .
(٣) سورة الحشر ٥٩ : ٢ .
(٤) سورة طه ٢٠ : ٥٤ ، ١٢٨ .
(٥) سورة المائدة ٥ : ١٠٠ ، وسورة الطلاق ٦٥ : ١٠ .
(٦) سورة غافر ٤٠ : ٥ .
(٧) الدرّ النظيم : ٧٣١ ـ ٧٣٢ بتفاوت .