أقول : أظهر معاني هذا الخبر أنّ السائل لمّا كان سامعاً أنّ أبا طالب رضىاللهعنه من الأوصياء سأل أنّ وصايته كانت من نوع الإمامة ، حتّى يكون حجّةً على النبيّ صلىاللهعليهوآله إماماً له ، فأجاب عليهالسلام بنفي ذلك معلّلاً بأنّه كان مستودعاً للوصايا ودفعها إليه ، لا على أنّه أوصى إليه وجعله خليفة له ليكون حجّة عليه ، بل كما يوصل المستودع الوديعة إلى صاحبها ، فلم يفهم السائل ذلك فأعاد السؤال ، وقال : دفع الوصايا مستلزم لكونه حجّة عليه ؟ فأجاب عليهالسلام بأنّه دفع إليه الوصايا على الوجه المذكور ، وهذا لا يستلزم كونه حجّة ، بل ينافيه ، فافهم .
ومنها : ما رواه جمع عن عبد اللّه بن مُسكان(١) قال : قال أبو عبد اللّه عليهالسلام : «إنّ فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب مبشّرة بمولد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال لها أبو طالب : اصبري لي سَبْتاً آتيك بمثله إلاّ النبوّة» ، وقال : «السبت ثلاثون سنة ، وكان بين النبيّ صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام ثلاثون سنة»(٢) .
وفي القاموس : السبت : الدهر(٣) .
____________________
(١) هو عبد اللّه بن مُسكان ، يكنّى أبا محمّد ، كان من أصحاب الإجماع ، ثقة ، عين ، روى عن أبي الحسن موسى عليهالسلام ، وقيل : إنّه روى عن أبي عبد اللّه عليهالسلام ، له كتب ، منها : كتاب في الإمامة ، وفي الحلال والحرام .
انظر : رجال النجاشي : ٢١٤ / ٥٥٩ ، والفهرست للطوسي : ٢٩٤ / ٤٤١ ، ورجال العلاّمة : ١٠٦ / ٢٢ ، وتنقيح المقال ٢ : ٢١٦ / ٧٠٧٣ .
(٢) الكافي ١ : ٣٧٦ / ١ (باب مولد أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه) ، معاني الأخبار : ٤٠٣ / ٦٨ ، خصائص الأئمّة للسيّد الرضي : ٦٤ ، الدرّ النظيم : ٢١٠ ، بحار الأنوار ٣٥ : ٦ ، و٧٧ / ٥ و١٤ ، وفي المصادر بتفاوتٍ يسير ، وعن عبداللّه بن مُسكان عن أبيه .
(٣) القاموس المحيط ١ : ٢٠٠ .