بعد ستّة أيّام ، فاجمع أمرك ولا توصىِ إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامّة ، فلا ظهور إلاّ بعد إذن اللّه تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلب وامتلاء الأرض جوراً ، وسيأتي من شيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمن يدّعي المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفترٍ ، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم» .
قال الراوي : فانتسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلمّا كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له : مَنْ وصيّك؟
قال : للّه أمر هو بالغه ، وقُبض فهذا آخر كلام سُمع منه .
ثمّ حصلت الغيبة الطولى التي نحن في أزمانها ، والفرج يكون في آخرها بمشيئة اللّه تعالى(١) .
ثمّ قال في ربيع الشيعة عند ذكر أسامي الذين شاهدوا الصاحب عليهالسلام ورأوا دلائله ، وخرجت إليهم توقيعاته ، وبعضهم وكلاؤه(٢) : قال الشيخ
____________________
(١) ربيع الشيعة : ٢٠٧ ـ ٢٠٨ ـ مخطوط ـ .
(٢) هنا حاشية للمصنّف أثبتناه من «س» :
توضيح : اعلم أنّه لمّا كان بعض اشتباه وقع في الأسماء رأينا أن نذكر بعض ما يستفاد من كتب الرجال توضيحاً :
فحاجز بن يزيد ثقة ، كان وكيلاً في بغداد بأمر الإمام عليهالسلام ، كما صرّح به جمع (انظر : نقد الرجال ١ : ٣٨٠ / ١٠٩٤ ، وجامع الرواة ١ : ١٧١ ، وتنقيح المقال ١ : ٢٤١ / ٢٠٢٤ أبواب الحاء) .
والبلاليّ : هو محمّد بن عليّ بن بلال أبو طاهر . وسيأتي حاله ، والأظهر جلالته .
والعطّار هو محمّد بن عبد الحميد العطّار ، روى عنه ابن الوليد ، وهو وأبوه ثقتان ، وصار هو وكيلاً (انظر : رجال النجاشي : ٣٣٩ / ٩٠٦ ، ورجال الطوسي : ٣٦٤ / ٥٣٩٧ ، وجامع الرواة ٢ : ١٣٦ ، وتنقيح المقال ٣ : ١٣٦ / ١٠٩١٤) ، ويحتمل كون المراد به محمّد بن أحمد بن جعفر العطّار القمّيّ ،