لنفسه : الذي لا يقرّ بالإمام ، والمقتصد : العارف بالإمام ، والسابق بالخيرات : الإمام» .
قال أبو هاشم : فجعلت أُفكّر في نفسي عظم ما أعطى اللّه آل محمّد وبكيت ، فنظر إلَيَّ فقال : «الأمر أعظم ممّا حدّثتك به نفسك من عظم شأن آل محمّد ، فاحمد اللّه فقد جعلك متمسّكاً بحبلهم ، تُدعى يوم القيامة بهم إذا دُعي كلّ أُناسٍ بإمامهم ، إنّك على خير»(١) .
أقول : الأخبار الواردة في كمالات هذا الإمام وجلالته وفضائله فوق أن يمكن إحصاؤها في مثل هذا المقام ، مع أنّا قد ذكرنا نبذاً منها أيضاً في فصول العلم والصلاح والمعاجز وغيرها ، ونذكر بعضاً آخر أيضاً فيما سيأتي ، لا سيّما فصلَي الوصاية والحادي عشر ، فمن لم يتبصّر بهذه كلّها ليس بقابل للاستبصار . هذا كلّه مع اتّفاق كافّة من قال بإمامة أبيه وجدّه على إمامته بلا خلاف ولا اختلاف ، فلنختم حينئدٍ هذا الموضع بذكر نبذ من نصّ أبيه على إمامته ، كما يأتي نبذ في فصل الوصيّة سوى ما سيأتي في فصل الحادي عشر .
روى جماعة ، منهم : الطبريّ ، والكلينيّ ، والمفيد ، والصدوق ، وغيرهم ، عن عليّ بن عمر النوفليّ ، قال : كنتُ مع أبي الحسن عليهالسلام في صحن داره فمرّ بنا محمّد ابنه الكبير ـ الذي توفّي في حياته ـ فقلت له : جعلت فِداك ، هذا صاحِبُنا بعدك؟ فقال : «لا ، صاحبكم بعدي الحسن»(٢) .
____________________
(١) الخرائج والجرائح ٢ : ٦٨٧ / ٩ ، الثاقب في المناقب : ٥٦٦ / ٥٠٦ ، كشف الغمّة ٢ : ٤١٨ ، الدرّ النظيم : ٧٤٥ .
(٢) الكافي ١ : ٢٦٢ / ٢ (باب الإشارة والنصّ على أبي محمّد عليهالسلام ) ، إثبات الوصيّة : ٢٠٨ ، الإرشاد للمفيد ٢ : ٣١٤ ، وفيه : علي بن عمرو ، الغيبة للطوسي :