وفي رواية القتيبي : «رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، من أحبّ فاطمة فقد أحبّني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ؟» ، قالا : اللّهمّ نعم ، سمعناه من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله (١) .
وفي رواية سُليم بن قيس : أنّها رفعت يدها إلى السماء فقالت ـ وأمّا غيره فلم يذكروا رفع اليد ، بل قالوا ـ : فقالت : «اللّهمّ إنّي أُشهدك واشهدوا يا من حَضَرني ، أنّهما قد آذياني ، فأنا أشكوهما إليك وإلى رسولك ، لا واللّه ، لا أرضى عنكما أبداً حتّى ألقى أبي رسول اللّه صلىاللهعليهوآله واُخبره بما صنعتما فيكون هو الحاكم فيكما»(٢) .
وفي رواية القتيبي : أنّها قالت : «فإنّي أُشهد اللّه وملائكته أنّكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبيّ صلىاللهعليهوآله لأشكونّكما إليه» ، قال : فعند ذلك انتحب أبو بكر باكياً تكاد نفسه تزهق ، وجزع جزعاً شديداً ، فقال عمر : تجزع يا خليفة رسول اللّه من قول امرأة ، وقاما وخرجا(٣) .
واعلم أنّ السيوطي روى هذه الرواية من الصحيحين عن الشعبي هكذا : لمّا مرضت فاطمة عليهاالسلام أتاها أبو بكر فاستأذن عليها ، فقال عليّ عليهالسلام : «يا فاطمة ، هذا أبو بكر يستأذن عليك» ، قالت : «أتحبّ أن آذن له؟» قال : «نعم» ، فأذنت له ، فدخل عليها يترضّاها ، وقال : واللّه ، ما تركت الدار والمال والعشيرة إلاّ ابتغاء مرضاة اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ومرضاة أهل البيت عليهمالسلام (٤) ، ثمّ أسقط بقيّة الحديث ، كما هو دأبهم ، بل أصل الخبر
____________________
(١) الإمامة والسياسة ١ : ٣١ .
(٢) كتاب سُليم بن قيس ٢ : ٨٦٩ .
(٣) الإمامة والسياسة ١ : ٣١ ، باختلاف .
(٤) جامع الأحاديث ١٣ : ٨٧ / ٣١٠ ، و١٨ : ٢١٨ / ١٢٠٩٥ ، نقلاً عن البيهقي .