كلّ ما نسبناه إليهم .
وعلى أيّ تقديرٍ فالذي تشبّثوا به في تكفير أبي طالب سوى شبهة عدم مجاهرته بالإسلام بعض أخبار آحاد لا بأس إن ذكرناها أوّلاً مع بيان حقيقة حالها قبل ذكر بقيّة شواهد الإيمان .
فمن أخبارهم ما مرّ ذكره مع بيان تكذيبه في نصوص أئمّة أهل البيت عليهمالسلام وغيرهم ، أعني : حديث كونه في ضحضاح من النار(١) ، مع أنّ ذلك الحديث وإن اشتهر بين محدّثيهم إلاّ أنّ أصله من المغيرة بن شعبة ، ويأتي في المقصد الثاني بيان كونه فاسقاً كاذباً في غاية العداوة والبغض لبني هاشم لاسيّما عليّ عليهالسلام ، فلا يجوز المعارضة به ما مرّ ويأتي من شواهد إيمانه .
ومن هذا أيضاً يظهر كمال تعصّب البخاري حيث روى مثل هذا الحديث(٢) ، وسيأتي في محلّه أنّه يروي كثيراً عن أعادي عليّ عليهالسلام حتّى أنّه روى عن أزيد من مائة رجل من الخوارج ، فافهم وتبصّر .
ومنها : ما رواه بعضهم من أنّ عليّاً عليهالسلام وجعفراً لم يأخذا من تركته شيئاً(٣) .
ولا شكّ أنّه إمّا موضوع أيضاً كغيره ، أو عدم الأخذ كان لغير ما زعموه من كفره ؛ إذ إجماع أهل البيت عليهمالسلام على أنّ المسلم يرث الكافر دون العكس ، أي : لا يرث الكافر المسلم مطلقاً ولو كان أعلى درجة منه
____________________
(١) انظر : ص ٤٥٨ .
(٢) صحيح البخاري ٥ : ٦٥ .
(٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٦٦ و٦٩ ، إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ١٨٧ ، الدرجات الرفيعة : ٥٦ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ١ : ١٢٤ .