بضربه ، فقال أبو جهل : دعوا أبا عمّارة لكيلا يسلم ، ثمّ عاد حمزة إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقال : عزّ عليّ ما صنع بك ، ثمّ أخبره بصنيعه ، فلم يرض النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقال : «يا عمّ ، لأنت منهم» فأسلم حمزة ، فعرفت قريش أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قد عزّ وأنّ حمزة سيمنعه ، قال ابن عبّاس : فنزل قوله تعالى : (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ)(١) ، وسرّ أبو طالب بإسلامه وأنشأ يقول :
صبراً أبا يعلى على دين أحمدَ |
|
وكن مظهراً للدين وفّقت صابرا |
إلى قوله :
فقد سرّني إذ قلت إنّك مؤمن |
|
فكن لرسول اللّه في اللّه ناصرا |
فناد قريشاً بالذي قد أتيته |
|
جهاراً وقل: ما كان أحمد ساحراً(٢)(٣) |
ونقل الواقديّ بإسناد له : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا كثر أصحابه ، وظهر أمره ، اشتدّ ذلك على قريش وأنكر بعضها على بعض ، وقالوا : قد أفسد محمّد صلىاللهعليهوآله بسحره علينا فلتأخذ كلّ قبيلة من فيها من المسلمين ، فاتّخذ الأخ أخاه ، وابن العمّ ابن عمّه فيشدّه ويوثقه كتافاً ويضربه ويخوّفه وهم لا يرجعون ، فأنزل اللّه تعالى : (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا)(٤) ، فخرج جماعة من المسلمين إلى الحبشة يقدّمهم جعفر بن أبي طالب رضىاللهعنه بأمر النبيّ صلىاللهعليهوآله وإذن أبيه ، فنزلوا على النجاشي ملك
____________________
(١) سورة الأنعام ٦ : ١٢٢ .
(٢) انظر : شعر أبي طالب وأخباره : ٧٧ ـ ٧٨ وفيه : (وباد) بدل (فناد) ، كنز الفوائد للكراجكي ١ : ١٨١ ، إيمان أبي طالب (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ج ١٠) : ٣٤ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٧٤ ـ ٧٧ ، إيمان أبي طالب للسيّد فخار : ٣١٣ .
(٣) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ١ : ٩٣ ـ ٩٤ ، بحار الأنوار ٣٥ : ٩٠ ـ ٩١ .
(٤) سورة النساء ٤ : ٩٧ .