رفيقاً»(١) .
وفي رواية اُخرى أيضاً عنه عليهالسلام أنّه قيل له : يا سيّدي ، إنّ الناس يقولون : إنّ أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه ، فقال عليهالسلام : «كذبوا ، واللّه إنّ إيمان أبي طالب لو وضع في كفّة ميزان ، وإيمان هذا الخلق في كفّة ميزان لرجّح إيمان أبي طالب على إيمانهم» . ثمّ قال : «كان واللّه أمير المؤمنين [ عليه السلام ] يأمر أن يحجّ عن أب النبيّ وأُمّه وعن أبي طالب في حياته ، ولقد أوصى في وصيّته بالحجّ عنهم بعد مماته»(٢) .
أقول : وسيأتي نقل قول العامّة في كون أبي طالب في ضحضاح من النار ، وأنّه من فريتهم ، وممّا يؤيّد آخر هذا الحديث ما رواه جمع ، منهم : السيّد فخّار بن معد الموسوي في كتابه عن ابن بابويه ، بإسناده عن داوُد الرقّي قال : كان لي على رجل دين وخفت إنكاره ، فشكوت ذلك إلى الصادق عليهالسلام ، فقال : «إذا مررت بمكّة فطف عن عبد المطّلب طوافاً ، وصلّ عنه ركعتين ، وطف عن أبي طالب طوافاً وصلّ عنه ركعتين ، وطف عن عبد اللّه طوافاً مع الصلاة ، وكذا عن آمنة طوافاً مع الصلاة ، وعن فاطمة بنت أسد طوافاً كذلك أيضاً ، ثمّ ادع اللّه أن يردّ عليك مالك» .
قال داوُد : ففعلت ذلك ثمّ خرجت من باب الصفا فإذا غريمي واقف يقول : يا داوُد ، حبستني تعال فاقبض حقّك(٣) .
والأخبار من هذا القبيل لا تحصى ، حتّى أنّ فيها : أنّ رجلاً كتب إلى
____________________
(١) كنز الفوائد ١ : ١٨٣ ، إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ١٠٤ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١١١ / ٤٢ .
(٢) إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ١٠٦ ـ ١٠٧ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١١٢ / ٤٤ .
(٣) الكافي ٤ : ٥٤٤ / ٢١ (باب النوادر) ، الفقيه ٢ : ٥٢٠ / ٣١١٦ ، إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ١٢٥ ـ ١٢٦ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١١٢ / ٤٥ .