وتسعين ومائتين ، فلم يدر أين ذهب ، خاف على نفسه فغاب .
ثمّ بعد كلامٍ له قال : تغيّب شخص مدّةً مديدةً من خوارق العادات ، فكان توصيف النبيّ صلىاللهعليهوآله إيّاه بهذا الوصف أولى مع أنّه لم يذكر في المهديّ هذا ، وكذا كان اللازم توصيفه بأنّه يؤتى الحكم صبيّاً ولم يخبر به النبيّ صلىاللهعليهوآله أيضاً(١) . انتهى نقل كلامه .
ولا يخفى أنّ ما اعترف به في ضمن نقله حجّة عليه ، وسائر شُبَهه محض تمويه على الجاهل بحقيقة الحال والغافل عن حقّ المقال ، كما سنوضّحه حقّ الإيضاح فلا تغفل .
وقال ابن خلّكان : أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكريّ ثاني عشر الأئمّة الاثني عشر على اعتقاد الإماميّة ، المعروف بالحجّة ، وهو الذي تزعم الشيعة أنّه المنتظر والقائم المهديّ ، وهو صاحب السرداب عندهم ، وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان من السرداب بسُرّ مَن رأى .
وكانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان ، سنة خمس وخمسين ومائتين ، ولمّا تُوفّي أبوه كان عمره خمس سنين ، واسم أُمّه نرجس .
ثمّ قال : وذكر ابن الأزرق في «تاريخ ميّافارقين» أنّ الحجّة المذكور وُلد تاسع شهر ربيع سنة ثمان وخمسين ومائتين ، (وقيل : في ثامن شعبان ، سنة ستّ وخمسين وهو الأصحّ ، وقيل : إنّه دخل السرداب سنة خمس وسبعين ومائتين)(٢) وعمره سبع عشرة سنة(٣) . انتهى كلامه .
____________________
(١) الصواعق المحرقة : ٢٥٥ ـ ٢٥٦ .
(٢) ما بين القوسين لم يرد في «م» .
(٣) وفيات الأعيان ٤ : ١٧٦ .