ثياب بيض في أفنية الجنّة ، فقلت : ألم يقتل بعضكم بعضاً؟ فقالوا : بلى ، ولكن وجدنا اللّه واسع المغفرة ، قلت : ما فعل أهل النهر؟ يعني الخوارج ، فقيل لي : لقوا برحاً(١) .
وكفى في هذا حكمهم بنجاة معاوية وأبيه وعمرو بن العاص ونظرائهم ، الذين قضوا أعمارهم في إفساد الدين ، وقتل المسلمين ، وإعانة المشركين والمنافقين ، وعداوة أهل بيت سيّد المرسلين ، كما هو واضح من يوم الأحزاب ، وأُحد ، وصفّين ، وذهاب عمرو إلى الحبشة ، وما فعل بمصر ، ومن سبّهم عليّاً أمير المؤمنين ، وسيّدي شباب أهل الجنّة [ صلوات اللّه عليهم أجمعين ] ، مع تواتر قول النبيّ صلىاللهعليهوآله : «الّلهمّ وال من والاهم وعاد من عاداهم»(٢) والجزم(٣) بعدم ردّ دعاء سيّد الأنبياء ، ومع وضوح ما سيأتي في محلّه من ذمّ هؤلاء ، بل ما ينادي بكفرهم صريحاً سوى قوله صلىاللهعليهوآله : «لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض»(٤) ، حتّى أنّهم صرّحوا بحسن حال مثل مروان بن الحكم(٥) ، الذي من أقلّ فساده أنّه قتل طلحة الذي هو عندهم من العشرة المبشّرة ، وإنّ مثل عائشة عندهم روت أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لعن أباه وهو في صلبه(٦) ، والمفاسد التي صدرت منه
____________________
(١) الاستيعاب ٢ : ٤٧٣ ، اُسد الغابة ٢ : ٢٥ / ١٥٥٢ ، تاريخ مدينة دمشق ١٧ : ٣٩٥ ، في «س» و«ل» و«ن» : «ترجاة» ، وفي «م» : «درجات» بدل «برحاً» ، وما أثبتناه من المصادر .
(٢) الأمالي للصدوق : ٥٧٤ / ٧٨٧ ، بشارة المصطفى : ٢٧٤ / ٨٩ ، بحار الأنوار ٣٧ : ٨٤ / ٥٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ٣٦٨ ، مسند أبي يعلى ١٢ : ٣٨٣ / ٦٩٥١ .
(٣) في «ن» : «الخبر» .
(٤) المسترشد : ٢٢٩ ، الإيضاح للفضل بن شاذان : ٢٣٥ ، مسند أحمد ٥ : ٤٦٦ / ١٨٦٠٧ ، و٦ : ٣٤ / ١٩٩٨٥ ، صحيح البخاري ١ : ٤١ ، صحيح مسلم ١ : ٨١ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٣٠٠ / ٣٩٤٢ و٣٩٤٣ ، المستدرك للحاكم ١ : ٩٣ .
(٥) كتاب جمل من أنساب الأشراف ٦ : ٢٥٦ ، حياة الحيوان ١ : ٩٤ .
(٦) المستدرك للحاكم ٤ : ٤٨١ ، تاريخ مدينة دمشق ٥٧ : ٢٧٢ .