قال : وكان سبب هذه الأبيات أنّ بعض أصحابه قال له : ما رأيت أوقح منك ، ما تركت خمراً ولا طرباً(١) ولا معنى إلاّ قلت فيه شيئاً ، وهذا عليّ بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئاً ، فقال : واللّه ، ما تركت ذلك إلاّ إعظاماً له(٢) . انتهى كلام ابن خلّكان .
وقال ابن حجر في صواعقه عند ذكره أولاد أبي الحسن موسى عليهالسلام : منهم عليّ الرضا ، وهو أنبههم ذكراً ، وأجلّهم قدراً ، ومن ثَمَّ أحلّه المأمون محلّ مهجته ، وأشركه في مملكته .
ثمّ قال : وإنّه أخبر قبل موته بأنّه يأكل عنباً ورمّاناً مبثوثاً(٣) ويموت ، وأنّ المأمون يريد دفنه خلف الرشيد ولا يستطيع ، فكان ذلك كلّه كما أخبر بـه .
قال : ومن مواليه معروف الكرخي(٤) اُستاذ السريّ
____________________
روضة الواعظين : ٢٣٦ ، بشارة المصطفى : ١٣٣ ، تذكرة الخواصّ : ٣٢١ ، وفيات الأعيان ٣ : ٢٧٠ ، سير أعلام النبلاء ٩ : ٣٨٨ / ١٢٥ (ضمن ترجمته عليهالسلام ) ، مرآة الجنان ٢ : ١١ .
(١) في المصدر : «ولا طرداً» .
(٢) وفيات الأعيان ٣ : ٢٦٩ /٤٢٣ .
(٣) ظاهر النسخ مبتوتاً ، وما أثبتناه من المصدر ، وفي بعض المصادر : «مسموماً» ، انظر : مناقب الشرواني : ٢٨٠ .
(٤) هو معروف بن فيروز ـ وقيل : الفيروزان (الفيرزان) ، وقيل : علي ـ المعروف بالكرخي ، أبو محفوظ البغدادي ، كان من موالي عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام وكان قد أسلم على يده ، وكان أبواه نصرانيّين ، فأسلماه إلى مؤدّبهم ، وهو صبيّ ، فكان المؤدّب يقول له : قل : ثالث ثلاثة ، فيقول معروف : بل هو الواحد ، فضربه المعلّم على ذلك ، وهو أحد المشتهرين بالزهد والعزوف عن الدنيا .
مات سنة ٢٠٠ هـ ، وقيل : ٢٠٤ هـ .