قلت : نعم ، قال : «من أنا ؟» .
قلت : أنت سيديّ وابن سيّديّ ، فقال : «ليس عن هذا أسألك» ، فقلت : جعلت فِداك ، فبيّن لي : قال : «أنا خاتم الأوصياء ، وبي يدفع اللّه البلاء عن أهلي وشيعتي»(١) .
وعن الطالقانيّ ، عن عليّ بن أحمد الخديجيّ الكوفيّ ، قال : حدّثني الأزديّ قال : بينا أنا في الطواف وقد طفت ستّاً وأُريد أن أطوف السابع ، فإذا بحلقة عن يمين الكعبة وشابّ حسن الوجه ، طيّب الرائحة ، هيوب ، ومع هيبته متقرّب إلى الناس يتكلّم ، فلم أر أحسن من كلامه ، ولا أعذب من منطقه ، فذهبت أُكلّمه فزبرني الناس ، فسألت بعضَهم : مَنْ هذا؟
قيل : هذا ابن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، يظهر في كلّ سنة يوماً لخواصّه يحدّثهم ، فقلت له : يا سيّدي ، أتيتك مسترشداً فأرشدني هداك اللّه ، فناولني عليهالسلام حصاة ، فحوّلت وجهي ، فقال بعض جلسائه : ما الذي دفع إليك ، فقلت : حصاة ، وكشفت عنها فإذا أنا بسبيكة ذهبٍ ، وإذا أنا به عليهالسلام قد لحقني فقال لي : «ثبتت عليك الحجّة ، وذهب عنك العمى ، وظهر لك الحقّ ، أتعرفني ؟» .
قلت : لا ، فقال : «أنا المهديّ ، وأنا قائم الزمان ، أنا الذي أملأُها عدلاً كما ملئت جوراً ، إنّ الأرض لا تخلو من حجّة ، ولا يبقى الناس في فترة ، وهذه أمانة تحدّث بها إخوانك من أهل الحقّ»(٢) .
____________________
(١) كمال الدين : ٤٤١ / ١٢ ، بحار الأنوار ٥٢ : ٣٠ / ٢٥ .
(٢) كمال الدين : ٤٤٤ / ١٨ ، الغيبة للطوسي : ٢٥٣ / ٢٢٣ ، وفيه : عليّ بن إبراهيم الفدكي . . .الأودي ، وكذا في الخرائج والجرائح ٢ : ٧٨٤ / ١١٠ ، الثاقب في المناقب : ٦١٣ / ٥٥٩ ، إعلام الورى ٢ : ٢٦٧ ، وفيه : الأوديّ بدل الأزديّ ، بحار الأنوار ٥٢ : ١ / ١ .