أقول : وممّا يشهد لهذا الأمر ما مرّ من طرق المؤالف والمخالف في حكاية ولادة عليّ عليهالسلام من قول اُمّه حين وقفت على البيت : يا ربّ ، إنّي مؤمنة بك(١) ، الخبر .
وفي أخبار عديدة حتّى قيل : إنّها متواترة عندنا عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام أنّه سئل عن أبي طالب أكان مؤمناً؟ فقال : «نعم» ، فقيل له : إنّ هاهنا قوماً يزعمون أنّه كافر ، فقال : «واعجبا أيطعنون على أبي طالب أو على رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ؟ وقد نهاه اللّه أن يقرّ مؤمنة مع كافر في غير آية من القرآن ، ولا يشكّ أحد أنّ بنت أسد رضي اللّه عنها كانت من المؤمنات السابقات ، وأنّها لم تزل تحت أبي طالب حتّى مات أبو طالب»(٢).
وروى الزبير بن بكار في كتابه بإسنادٍ له عن داود ، عن عِكرمة ، عن ابن عبّاس ، (وكذا رواه أبو الفرج الإصفهاني بسند آخر عن عِكرمة ، عن ابن عبّاس)(٣) ، ورواه بعض أصحابنا بالسند الأوّل عنه أيضاً قال : جاء أبو بكر بأبي قحافة يقوده وهو شيخ كبير أعمى ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله لأبي بكر : «ألا تركت الشيخ أن نأتيه؟» فقال : أردت الأجر من اللّه ، أما والذي بعثك بالحقّ نبيّاً لأَنا كنت أشدّ فرحاً بإسلام عمّك أبي طالب رضىاللهعنه منّي بإسلام أبي ، ألتمس بذلك قرّة عينك ، فقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «صدقت»(٤) .
وروى غيرهما عن حبيب بن أبي ثابت رفعه قال : دخل رسول
____________________
(١) معاني الأخبار : ٦٢ / ١٠ ، بشارة المصطفى صلىاللهعليهوآله : ٢٦ / ١٠ ، الأربعين للشيرازي : ٦٠ ، إحقاق الحق ٥ : ٥٦ / ٧٤ .
(٢) إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ١٤٥ ، الدرّ النظيم : ٢١٩ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١١٥ / ٥٢ .
(٣) ما بين القوسين لم يرد في «ن» .
(٤) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٦٨ ـ ٦٩ ، إيمان أبي طالب للسيّد فخّار : ١٣٢ ـ ١٤١ ، بحار الأنوار ٣٥ : ١١٣ / ٥٠ .