وكذا ما نقله الأكثر من مفصّل حكاية ملاقاة المأمون أبا جعفر عليهالسلام أنّه لمّا ثبت أبو جعفر عليهالسلام ولم يفر مع الصبيان ، قال له المأمون : ما لك لم تهرب ؟
قال : «ما لي ذنب فأفرّ منه ، ولا الطريق ضيّق فاُوسّعه عليك ، سر حيث شئت» .
فقال : من تكون أنت ؟
قال : «أنا محمّد بن عليّ» وعدّ آبائه إلى عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام .
فقال له المأمون : ما تعرف من العلوم ؟
قال : «سلني عن أخبار السماوات» فودّعه ومضى وعلى يده باز أشهب يطلب به الصيد ، فلمّا بَعُد عنه نهض الباز عن يده ، فنظر يمينه وشماله فلم ير صيداً والباز يثبّ عن يده ، فأرسله فطار في الجوّ يطلب الاُفق حتّى غاب عن نظره ساعةً ، ثمّ عاد إليه ، وقد صاد حيّة ، فوضعها المأمون في بيت الطعم ، وقال لأصحابه : قد دنا حتف ذلك الصبيّ في هذا اليوم على يدي ، ثمّ عاد وأبو جعفر عليهالسلام في جملة الصبيان ، فقال له : ما عندك من أخبار السماوات ؟ فقال : «نعم ، حدّثني أبي ، عن آبائه ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، عن جبرئيل ، عن ربّ العالمين أنّه قال : بين السماء والهواء بحر عجّاج تتلاطم به الأمواج فيه حيّات خضر البطون ، رقط الظهور ، يصيدها الملوك بالبزاة الشهب ، يمتحن بها العلماء» فقال : صدقت ، وصدق أبوك ، وصدق جدّك ، وصدق ربّك ، فأركبه معه إلى منزله(١) . الخبر .
____________________
٢٨٣ ، تحف العقول : ٤٥٢ ، دلائل الإمامة : ٣٩١ / ٣٤٥ ، عيون المعجزات : ١٢١ ، روضة الواعظين : ٢٣٩ ـ ٢٤٠ ، الثاقب في المناقب : ٥٠٥ ، الاحتجاج ٢ : ٤٧٢ ، الدرّ النظيم : ٧٠٦ بتفاوت فيها .
(١) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٤ : ٤٢٠ .