ليلتي تلك فإذا أنا برسول اللّه صلىاللهعليهوآله فقال : «يا محمّد ، رأيت طلبتك؟» فقلت : ومَن ذاك يا سيّدي؟ فقال : «الذي رأيتَ في عشيّتك فهو صاحب زمانكم» فلمّا سمعنا ذلك منه عاتبناه على أن لا يكون أعلمنا ذلك ، فذكر أنّه كان ناسياً أمره إلى وقت ما حدّثنا(١) .
وبأسانيد عن محمّد بن محمّد الأشعريّ العامري عن أبي سعيد غانم الهنديّ ، قال : كنت بمدينة الهند المعروفة بقشمير الداخلة ، وكنت أنا وأربعون رجلاً نقعد حول كرسيّ الملك ، وقد قرأنا التوراة والإنجيل والزبور ، ويفزع الناس إلينا في العلم ، الملك ومن دونه ، فتذاكرنا يوماً ذكرَ محمّدٍ صلىاللهعليهوآله وقلنا : نجده في كتبنا فاتّفقنا على أن أخرج في طلبه ، فخرجت ومعي مال جليل ، فلمّا قربت من كابل قطع علَيَّ الترك وشلّحوني(٢) فدفعت إلى كابل ، فأنفذني مَلِكُها لمّا وقف على خبري إلى مدينة بلخٍ ، وعليها إذ ذاك داود بن العبّاس بن أبي الأسود ، فبلغه خبري فجمع لي الفقهاء والعلماء ، وأحضرني فناظروني ، فسألتهم عن محمّد صلىاللهعليهوآله ، فقالوا : هو نبيّنا ، وسألتهم عن شرائعه ، فأعلموني ، فقلت لهم : فدلّوني عليه وأعلموني مَوضعَه لأقصده فأُحقّق حاله ، فقالوا : قد مات .
فقلت : فمَنْ كان خليفته؟
قالوا : أبو بكر ، ونسبوه إلى قريش ، فقلت : ليس هذا بنبيٍّ ؛ لأنّ النبيَّ الذي نجده في كتبنا خليفته ابن عمّه ، وزوج ابنته ، وأبو ولده ، فوثبوا إلَيَّ وقالوا : أيّها الأمير ، إنّ هذا قد خرج من الشرك إلى الكفر فنضرب عنقه ،
____________________
(١) كمال الدين ٢ : ٤٧٠ / ٢٤ ، الغيبة للطوسيّ : ٢٥٩ / ٢٢٧ ، فلاح السائل لابن طاووس : ٣٢٣ / ٢١٦ ، بحار الأنوار ٥٢ : ٦ / ٥ .
(٢) في الكافي : وأخذوا مالي وجرحت جراحات شديدة .