وظاهر أنّه يكفي شهادة مثلهما ، فافهم .
وروى الجوهري في كتاب السقيفة بإسناد له ذكر فيه : أنّ فاطمة عليهاالسلام لمّا تكلّمت مع أبي بكر في فدك قال : يا ابنة رسول اللّه واللّه ما ورث أبوك(١) ديناراً ولا درهماً ، وأنّه قال : إنّ الأنبياء لا يورّثون .
فقالت : «إنّ فدك وهبها لي رسول اللّه صلىاللهعليهوآله » ، قال : فمن يشهد بذلك؟ فجاء عليّ عليهالسلام فشهد ، وجاءت أُمّ أيمن فشهدت أيضاً ، فجاء عمر ابن الخطّاب وعبد الرحمان بن عوف ، فشهدا أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله كان يقسّمها ، قال أبو بكر : صدقت يا بنت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وصدق عليّ عليهالسلام ، وصدقت أُمّ أيمن ، وصدق عمر ، وصدق عبد الرحمان .
وذلك إنّ مالك لأبيك كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يأخذ من فدك قوتكم ويقسّم الباقي ، ويحمل منه في سبيل اللّه ، فما تصنعين بها؟
قالت : «أصنع بها كما يصنع أبي» . قال فلك عليَّ اللّه أن أصنع فيها ما كان يصنع أبوك(٢) .
وفي رواية : قالت فاطمة عليهاالسلام : «اللّه لتفعلنّ؟» قال : اللّه لأفعلنّ ، قالت : «اللّهمّ اشهد» ، فكان أبو بكر يأخذ غلّتها فيدفع إليهم منها ويقسّم الباقي ، وكان عمر كذلك(٣) ، الخبر .
(وسنتكلّم فيما بعد بما يظهر منه أنّ حال هذه الرواية أيضاً مثل ما سبق من رواية عطيّة العوفي في الاشتمال على ما لا أصل له)(٤) .
وفي رواية أُخرى ذكرها الجوهري أيضاً : أنّ زيد بن عليّ بن
____________________
(١) في النسخ : «ما ورثت أباك» ، وما أثبتناه من المصدر .
(٢) السقيفة وفدك : ١٠٣ ، وعنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٦ : ٢١٦ .
(٣) السقيفة وفدك : ١٠٣ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ : ٢١٦ .
(٤) ما بين القوسين لم يرد في «ن» .