وقد روي أنّها كانت عند جدار ، فتصدّع الجدار ، فقالت بيدها : لا وحقّ المُصطفى ، ما أذن اللّه لك في السقوط علَيَّ ، فوقف معلّقاً حتّى جازت ، فتصدّق عنها عليّ بن الحسين عليهماالسلام بمائة دينار(١) .
وكانت كنيته أبا جعفر ، ولقبه الأشهر : الباقر ؛ لما سيأتي ، ثمّ الشاكر ، والهادي ، والأمين ، ويدعى بالشبيه أيضاً ؛ لأنّه كان يشبه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله (٢) .
وقُبض عليهالسلام في شهر ربيع الآخر ، سنة أربعَ عشرةَ ومائة ، وله سبع وخمسون سنة(٣) ، سمّه إبراهيم بن الوليد(٤) بعد أن أراد ذلك هشام بن عبد الملك ، فلم يتمكّن منه ، عاش بعد أبيه تسع عشرة سنة وشهرين ، ودُفن بالبقيع مع أبيه وعمّ أبيه .
وقال ابن الأثير في جامع الأُصول : إنّ الباقر عليهالسلام ولد سنة ستّ وخمسين ، ثمّ قال : سُمّي الباقر؛ لأنّه تبقّر في العلم ، أي : توسّع فيه(٥).
وقال ابن أبي الحديد في شرحه : كان محمّد بن عليّ الباقر سيّد
____________________
(١) الكافي ١ : ٣٩٠ / ١ (باب مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهالسلام )، إثبات الوصيّة للمسعودي : ١٥٠ ، الهداية الكبرى : ٢٤١ ، دلائل الإمامة : ٢١٨، دعوات الراوندي : ٦٨ / ١٦٥ ، الدرّ النظيم : ٦٠٣ .
(٢) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٤ : ٢٢٧ ، دلائل الإمامة : ٢١٦ .
(٣) الاعتقادات للصدوق (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ج ٥) : ٩٨ ، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٤ : ٢٢٨ ، دلائل الإمامة : ٢١٦ ، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ : ٢٢١ .
(٤) إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك المروانيّ الاُمويّ ، يكنّى أبا إسحاق ، كان مقيماً في دمشق ، ولمّا مات أخوه يزيد بن الوليد قام بعده بالأمر سنة ١٢٦ ، وهلك سنة ١٣٢ هـ.
انظر : سير أعلام النبلاء ٥ : ٣٧٦ / ١٧١ ، تاريخ الإسلام ( حوادث ١٢١ ـ ١٤٠ ) : ٣٧٠ ، الأعلام للزركلي ١ : ٧٨ .
(٥) جامع الاُصول ١٥ : ٢٧٧ .