وقال الخطيب في تاريخ بغداد : كان موسى عليهالسلام يُدعى بالعبد الصالح لعبادته واجتهاده . قال : وروي أنّه دخل مسجد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فسجد سجدة في أوّل الليل ، وسُمع وهو يقول في سجوده : «عظم الذنب عندي فليحسن العفو عندك ، يا أهل التقوى وأهل المغفرة» فجعل يردّدها حتّى أصبح ، وكان سخيّاً كريماً بهيّاً ، أعتق ألف مملوك ، وكان يبلغه عن الرجل أنّه يؤذيه فيبعث إليه بُصرّة فيها ألف دينار ، وكان يُصرّر الصُرر من ثلاثمائة دينار ، وأربعمائة دينار ، ومائتي دينار ، ثمّ يقسّمها بالمدينة .
قال : وكان يسكن المدينة فأقدمه المهدي بغداد فحبسه ، فرأى في المنام :(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ)(١)(٢) الآية ، انتهى .
وقال ابن أبي الحديد ـ نقلاً عن الجاحظ ـ : موسى بن جعفر عليهماالسلام هو العبد الصالح جمع بين الفقه والدين والنسك والحلم والصبر ، وابنه عليّ ابن موسى المرشّح للخلافة ، والمخطوب له بالعهد ، كان أعلم الناس ، وأسخى الناس ، وأكرم الناس أخلاقاً(٣) ، انتهى.
وقال ابن حجر في صواعقه عند ذكر الكاظم عليهالسلام بعد ذكر أبيه الصادق عليهالسلام : وهو وارثه علماً ومعرفةً وكمالاً وفضلاً ، سمّي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه ، وكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند اللّه تعالى ، وكان أعبد أهل زمانه ، وأعلمهم ، وأسخاهم .
ثمّ قال : ومن بديع كراماته ماحكاه ابن الجوزيّ ، والرامهرمزيّ ،
____________________
مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٤ : ٣١١ ـ ٣١٢ ، الثاقب في المناقب : ٤٥٤ / ٣٨٢ ، كشف الغمّة ٢ : ٢٣٨ .
(١) سورة محمّد ٤٧ : ٢٢ .
(٢) تاريخ بغداد ١٣ : ٢٧ / ٦٩٨٧ .
(٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٥ : ٢٩١ .