ولولا أبو طالب وابنه |
|
لما مُثّل الدين شخصاً فقاما |
فذاك بمكّة آوى وحامى |
|
وهذا بيثرب شام الحساما |
تكفّل عبد مناف بأمرٍ |
|
وأودى فكان عليّ تماما(١) |
فلِلّه ذا فاتحاً للهدى |
|
وللّه ذا للمعالي ختاما |
وما ضرّ مجدَ أبي طالب |
|
جهول لغا أو بصيرٌ تعاما |
كما لا يضرّ بآي النهار |
|
من ظنّ ضوء الصباح الظلاما(٢) |
وروى المخالف والمؤالف بأسانيد عديدة :
منها : ما رواه أبو هلال العسكري في كتاب الأوائل ، ومحمّد بن عمر الجرجاني والكراجكي وغيرهم في كتبهم : أنّ أبا طالب رضىاللهعنه مرّ بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ومعه جعفر ابنه ، فرأى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يصلّي وعليّ عليهالسلام معه ، فقال لجعفر : يا بنيّ ، صلّ جناح ابن عمّك ، فقام إلى جنب عليّ عليهالسلام فأحسّ النبيّ صلىاللهعليهوآله فتقدّمهما وأقبلوا على أمرهم حتّى فرغوا ، فانصرف أبو طالب رضىاللهعنه مسروراً وأنشأ يقول :
إنّ عليّاً وجعفراً ثقتي |
|
عند مُلِمِّ الزمان والنوب |
لا تخذلا وانصرا ابن عمّكما |
|
أخي لأُمّي من بينهم وأبي |
واللّه لا أخذل النبيّ ولا يخذله |
|
من بني ذو حسب |
الأبيات (إلى قوله :
نحن وهذا النبيّ ننصره |
|
نضرب عنه الأعداء كالشهب(٣) |
____________________
(١) في نسخة «ل» والمصدر زيادة :
فقل في ثبير مضى بعد ما |
|
قضى ما قضاه وأبقى ثَماما |
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ : ٨٤ .
(٣) انظر : إيمان أبي طالب (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ج١٠) : ٣٩ ، الأوائل : ٧٥ ـ