ومستنداتهم ، ثمّ يقيّمها ليختار ما صح منها. وكلّ من اطّلع على هذا الكتاب المختصر لا بدّ له أن يذعن بأنّه لا يقل أهميّة عن كتب الفقه المطوّلة القيّمة من أمثال « الحدائق الناضرة » و « مفتاح الكرامة » و « جواهر الكلام » من حيث استيعاب الأحكام الشرعيّة واستنباط أدلّتها وعرض ما اختلف فيها من آراء.
فسعت هذه المؤسّسة رغم قلّة إمكاناتها وضيق الوقت لإظهار هذا الأثر العلمي كما هو شأنه في تحقيقه وتدقيقه والتعليق عليه ، فكانت طريقة العمل أن نتوخّى الاختصار وعدم الإطالة ، فالأقوال والمستندات التي جاءت في سياق واحد ذكرت ضمن هامش واحد حسب ترتيبها في المتن ، فعلى سبيل المثال في قوله : « لظاهر الصدوق وصريح المحقّق والشيخ والفاضل » عزلنا قول الصدوق في هامش مستقل وقول كل من المحقّق والشيخ والفاضل في هامش آخر مستقل ، أو في قوله : « لصريح الصحيح والخبر والموثّقين وظاهر الرضوي والحسن » عزلنا كلا من الصحيح والخبر والموثّقين في هامش مستقل والرضوي والحسن في هامش آخر. كما لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا الكتاب جاءت فيه بعض الرموز الخاصّة التي لا بأس بالإشارة إليها هنا ، فمثلاً في قوله : الأوّلين يقصد ابن الجنيد وابن زهرة ، وفي قوله : الثانيين يقصد الشهيد الثاني والمحقّق الثاني أي الكركي وفي قوله : الاولى يقصد الفقهاء الأوائل لغاية العلامة الحلي ، وقوله : الثانية يقصد ما تأخّر عن العلامة الحلي إلى صاحب المدارك ، وقوله : الثالثة يقصد متأخّري المتأخّرين.
ونحن إذ نقدّم هذا الكتاب القيّم بعد بذل الجهد الممكن في استخراجه وتنظيم هوامشه يملؤنا الأمل بأن نفوز ونحظى بالقبول والرضا عند أهل الفن