الإمام هل يحتلم ؟ وقلتُ في نفسي بعد ما فصل الكتاب : الاحتلام شيطنةٌ وقد أعاذ اللّه أولياءَه من ذلك ، فورد الجواب : «حال الأئمّة في المنام حالهم في اليقظة فلا يُغيّر النوم منهم شيئاً ، وقد أعاذ اللّه أولياءه من لُمّةِ الشيطان ، كما حَدَّثَتْكَ نَفسكَ»(١) .
وعن محمّد بن إسماعيل العلويّ ، قال : حُبِسَ أبو محمّد عليهالسلام عند عليّ بن نارش(٢) ، وهو أنصب الناس وأشدّهم على آل أبي طالب ، وقيل له : افعل به وافعل ، فما أقام عنده إلاّ يوماً حتّى وضع خدّيه له ، وكان لا يرفع بصرَه إليه إجلالاً وإعظاماً ، فخرج عليهالسلام من عنده ، وهو أحسنُ الناس بصيرةً وأحسنهم فيه قولاً(٣) .
ورووا أيضاً عن محمّد بن إسماعيل ، قال : حدّثني عليّ بن عبد الغفّار ، قال : دخل العباسيّون ـ وكذا صالح بن عليّ وغيره من المنحرفين عن ناحية أهل البيت ـ على صالح بن وصيف ـ من أُمراء الخليفة ـ عندما حُبِسَ(٤) أبو محمّد عليهالسلام عنده ، فقالوا له : ضيّق عليه ولا توسّع ، فقال لهم صالح : وما أنا أصنع؟ وقد وكّلتُ به رَجلَين أشرّ مَنْ قدرتُ عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم ، فقلت
____________________
(١) الكافي ١ : ٤٢٦ / ١٢ (باب مولد أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهماالسلام ) ، إثبات الوصيّة : ٢١٤ ، الخرائج والجرائح ١ : ٤٤٦ / ٣١ ، الثاقب في المناقب : ٥٧٠ / ٥١٥ ، الصراط المستقيم ٢ : ٢٠٨ / ٢٠ ، كشف الغمّة ٢ : ٤٢٣ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٢٩٠ / ٦٤ .
(٢) كذا في النسخ ، وفي الكافي : عليّ بن نارمَش ، وفي الإرشاد ، عليّ بن أوتامِش .
(٣) الكافي ١ : ٤٢٥ / ٨ (باب مولد أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهماالسلام ) ، الإرشاد للمفيد ٢ : ٣٢٩ ، إعلام الورى ٢ : ١٥٠ ، كشف الغمّة ٢ : ٤١٢ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٣٠٧ / ٤ .
(٤) في «ن» : جلس .