سألها عن اسمها ، فقالت : حُميدة ، فقال : «حُميدة في الدنيا ، محمودة في الآخرة» ، ثمّ سألها عن خبرها ، فعرّفته أنّها بكر ، فقال لها : «وكيف ولا يقع في أيدي النخّاسين شيء إلاّ أفسدوه» ، فقالت : كان مولاي إذا أراد أن يقرب منّي أتاه رجل في صورة حسنة فمنعه أن يصل إلَيَّ(١) .
وفي رواية : أنّ الرجل كان أبيض الرأس واللحية فكان يَلْطِمُه حتّى يقوم عَنّي ففعل بي مِراراً ، وفعل الشيخ به مِراراً ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : «يا جعفر خُذها إليك» ، فولدت خيرَ أهل الأرض موسى بن جعفر عليهماالسلام (٢) .
وفي رواية جابر وغيره : أنّ الصادق عليهالسلام قال : « إنّ حُميدة سيّدة الإماء ، مصفّاة من الأدناس كسبيكة الذهب ، ما زالت الأملاك تحرسها حتّى أُدّيت إلَيَّ كرامةً من اللّه لي وللحجّة من بعدي »(٣).
وقد روى أيضاً جمع عن أبي بصير ، قال : حججنا مع أبي عبداللّه عليهالسلام في السنـة التي ولد فيها ابنه موسى عليهالسلام ، فلمّا نزلنا الأبـواء وضـع لنا الغَداء ـ وكان إذا وضع الغداء لأصحابه أكثرَ وأطاب ـ فبينا نحن نأكل إذ أتاه رسولُ حُميدة ، فقال له : إنّ حُميدة تقول : قد أنكَرتُ نَفسي وأخذني الطلق ، وقد أمرتني أن لا أستَبقك بابنك هذا ، فقام أبو عبد اللّه عليهالسلام فرحاً مسروراً
____________________
(١) انظر : إثبات الوصيّة : ١٦٠ ، دلائل الإمامة : ٣٠٧ ـ ٣٠٨ ، الدرّ النظيم : ٦٤٩ ـ ٦٥٠ .
هذا النصّ ملفّق من روايتين ، انظر : الكافي ١ : ٣٩٧ / ٢ (باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام ) ، والخرائج والجرائح ١ : ٢٨٦ / ٢٠ ، والثاقب في المناقب : ٣٧٨ / ٣١١ ، إثبات الوصيّة : ١٦٠ ، وكشف الغمّة ٢ : ١٤٥ ، والدرّ النظيم : ٦٤٩ ـ ٦٥٠ .
(٢) انظر : الكافي ١ : ٣٩٧ / ٢ ( باب مولد أبي الحسن موسى بن حعفر عليهالسلام ) ، الخرائج والجرائج ١ : ٢٨٦ / ٢٠ ، كشف الغمّة ٢ : ١٤٥ ، الثاقب في المناقب : ٣٧٨ / ٣١١ .
(٣) الكافي ١ : ٣٩٨ / ٣ ( باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام ) ، إثبات الوصيّة : ١٦١ ، دلائل الإمامة : ٣٠٧ / ٢٦٠ ، الدرّ النظيم : ٦٥٠ .