مَسْغَبَةٍ) أي الإطعام في أيام الجوع. وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من أشبع جائعا في يوم سغب أدخله الله يوم القيامة من باب من أبواب الجنّة لا يدخلها إلّا من فعل مثل ما فعل (يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ) أي أطعم يتيما من أقاربه درهمه ، وهذا حثّ على تقديم ذوي القربى من المحتاجين في الإطعام والبر (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) أي فقيرا محتاجا قد لصق بالتراب من شدة الجوع والفقر.
* * *
(ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (١٧) أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (١٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ (١٩) عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ (٢٠)
١٧ ـ آخر السورة ـ (ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ ...) بعد أن تكلّم سبحانه عن الأعمال المقرّبة إليه تعالى ، عطف على ذلك بقوله إنها إنما تنفع مع الإيمان ، فينبغي للإنسان مع هذه الأعمال أن يكون مؤمنا مصدّقا بعد الخير ويقوم بالطاعات كسائر الذين آمنوا وعملوا (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) أي وصّى بعضهم بعضا بالصبر على أداء الفرائض وترك المعاصي ، وتواصوا كذلك بالتراحم وببذل الرحمة للفقراء منهم خاصة ف (أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) أي أنهم هم الذين تأخذ بهم الملائكة يوم القيامة إلى ناحية اليمين ويعطونهم كتبهم بأيمانهم (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا) أنكروا حججنا ودلائلنا ولم يصدّقوا رسلنا (هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ) أي هم أهل الشؤم على أنفسهم ويؤخذ بهم إلى جانب الشمال ويعطون كتبهم بشمائلهم (عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ) أي نار مطبقة مقفلة أبوابها عليهم ، فهي لا تفتح لهم ولا يخرجون من غمّ العذاب ، ولا يدخل إليها روح من الرحمة.
* * *