فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ (٢٦) قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (٢٧) قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (٢٨) ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (٢٩))
٢٣ ـ (وَقالَ قَرِينُهُ ...) أي الملك الموكّل به ، وفي المجمع عنهما عليهماالسلام : هو الملك الشهيد عليه فإنه يقول له : (هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ) أي هذا هو الحاضر المهيّأ. ويقال : عتد الشيء عتادا أي حضر وتهيّأ أي يقول قرينه عنه هذا هو المعدّ عند لإلقائه في جهنّم وبئس المصير.
٢٤ إلى ٢٦ ـ (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ :) الخطاب في هذه الآية الشريفة للملكين السّائق والشاهد. والغيد الباغي الذي يردّ الحق مع العلم به ومع ذلك ينكره ويعاتده. وهذا يكشف عن غاية خباثته وعتوّه مع الحق والحقيقة. ولذا حكم عليه بكفره بصيغة المبالغة فقال تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) قال الشاعر العربي :
مفعال أو فعّال أو فعيل |
|
بكثرة عن فاعل بديل |
فالكفّار والعنيد كلاهما صيغتا مبالغة. ويقال إن الخطاب يوم القيامة يوجّه إلى محمد وعليّ عليهما صلوات الله وسلامه وهما المنجيان لمحبّتهم من النّار ، فعن السّجاد عن أبيه عن جدّه أمير المؤمنين عليهمالسلام جميعا ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله إذا جمع النّاس يوم القيامة في صعيد واحد ، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش ثم يقول الله تبارك وتعالى لي ولك : قوما فألقيا من أبغضكما وكذّبكما في النّار. وفي المجمع والأمالي من طريق إخواننا العامة مثله (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) أي كثير المنع والبخل عن الإنفاق وصلة الأرحام وسائر الأمور الخيريّة وأعمال البرّ